مقالات

السَيّدةُ خَديجةُ:فِردَوسُ النُبُوّةِ والإِمامَة

رَعيًا لِقلبِكَ..
كمْ عاشَ الأَسَى.. وَجَعا
وَكمْ تَقلَّبَ فِيهِ الفقْدُ وانطَبَعا

وَيا لِعَينَيكَ
ما أََوهَى النَّوَى بِهِما
كَأنّما صَبَّتا وَجْدَ الحَشا قِطَعا

أَشجاكَ فَقدُكَ
مَن لِلدِينَ كانَ أَبًا
ومَن بِنَصرِكَ في وَجْهِ العِدَى صَدَعا

ومَن كَ “عَبدِ مَنافٍ”
والخُطوبُ عَمًى
ونُورُهُ في دَياجي مكّةٍ سَطَعا

واليَومَ عادَ الرَدَى
يُشجِيكَ في امْرأَةٍ
نَوراءَ .. كُلُّ السَنا في ثَوبِها جُمِعا

” خَدِيجَةٌ ”
مَعدِنُ الألطافِ .. يَومَ غَدَتْ
في حَملِ ” أمِّ أبيها” مَشرِقًا وَوِعا

فَآمَنَتْ
وهيَ بالتوحيدِ .. مُوقِنةٌ
وقلبُها خَيرُ مَن لبَّى ومَن سَمِعا

وصَدَّقَتْ يا رَسُولَ اللهِ
واعتَقَدَتْ
وما تَوانَى اليَقينُ الحَقُّ أوْ رَجَعا

صِدِّيقةٌ
مِن نٍساءِ الوَحْيِ.. فاخِرةٌ
حازتْ مِن الشَرَفِ العُلْوِيِّ ما وَسِعا

واسَتْكَ يا سَيّدَ الدُنيا
بِما مَلَكَتْ
فَرُحتَ تُنفِقُ في الإسلامِ ما اجتَمَعا

وكانَ بَيتُكَ
مَهوَى رَحمةٍ وهُدًى
وكيفَ لا! وهْوَ بِاسمِ المُصطَفَى رفعا

تَعودُ والشِركُ
لمْ تَرحَمْكَ غَضبَتُهُ
مُذْ كانَ يسقيكَ مِن وَيلاتِهِ جُرَعا

كانتْ خَديجةُُ
مِن رَيحانٌ أدمُعِها
تَشفي الجِراحَ ‘ وإنْ ذابَ الحَشا جَزَعا

نَعم ..
أحٌبّتْكَ حُبًّا.. يا مُحمَّدَها
لو أنّهُ طافَ كلَّ الكَونِ ما اتَّسَعا

فَديتُ حُزنَكَ
والأنفاسُ تُسلِمُها
إلى الفِراقِ.. وَها دَربُ اللِّقا انقَطَعا

تُوصِيكَ بِالبَضعةِ الزَهراءِ
باكِيةً
كأنّما استَشرَفَتْ في الغَيبِ ما وَقَعا

وفي قَميصِكَ
قد أتحفتَها كَفَنًا
وكانَ جِبريلُ يُهدي تُحفةً.. ودُعا

وفارقَت هَذهِ الدُنيا
وأدمُعُها
على البَتولِ .. وَما راءٍ كَمنْ سَمِعا

لَهفي لِأوجاعِ جْرحِ الكَونِ
إنَّ بِهِ
حُزنَ السَماواتِ في زَهرائِها اجتَمَعا

وكانَ يَومُ حُسينٍ
مِنهُ فاجِعةً
غداةَ أقدسُ رأسٍ في القَنا.. رُفِعا
*************

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى