أخبار المسجد

السيد الخباز: لماذا يجمد الفقهاء على النص ويهملون الأهداف والمقاصد؟

تحدث سماحة السيد منير الخباز، في الليلة الثانية من عشرة محرم الحرام، عن الفقهاء يجمدون على النص ويهملون الأهداف والمقاصد، شارحا المطالب بمحاور ثلاثة، بمسجد الحمزة بسيهات.

وبدأ خطبته الحسينية بسؤال: هل يجمد الفقهاء على النص أم يأخذون بمقاصد النص وملكات النص؟

وتابع سماحته: حتى نصل إلى مطالب هذه النقطة نتحدث في محاور ثلاثة:
فلسفة العلم وأنواعها، أبعاد فلسفة الفقه، المقارنة بين النص وبين فقه المقاصد.

وشرح المحور الأول قائلا: هناك فرق بين علم فلسفة والفلسفة، علم الفلسفة كأحد العلوم هو العلم الذي يتحدث عن الوجود وأقسام الوجود، هناك وجود واجب وهو الله، وهناك وجود ممكن كوجود الإنسان، هناك وجود علمي كالصور الموجودة في ذهن الإنسان، هناك وجود خارجي كالوجود المادي الذي نعيش فيه، هذا كله علم الفلسفة يتحدث عن الوجود.

وتابع سماحته: هناك الفلسفة، الفلسفة ليست علم، الفلسفة هي عبارة عن النظرة التحليلية للظواهر، كل نظرة تحليلية لظاهرة من الظواهر تُسمى فلسفة، مثلا: فلسفة اللغة، فلسفة الزمان والمكان، فلسفة الشعائر الحسينية.

مُوضحا: أن الفلسفة تعني نظرة تحليلية للشعائر الحسينية تسمى فلسفة،
نظرة تحليلية للغة تُسمى فلسفة، نظرة تحليلية للمجتمع تُتسمى فلسفة،
الفلسفة بمعنى النظرة التحليلية للظواهر، وتابع: من هنا جاء البحث هل للحقوق فلسفة؟ وهل للفقه فلسفة؟

مُضيفا: أن نقول هذه فلسفة الحقوق، هذه فلسفة الفقه هل هناك فلسفة للحقوق فلسفة للفقه فلسفة أم لا؟

مُشيرا إلى مجلة تصدر من كلية الحقوق بباريس عنوانها “أرشيف علم الحقوق، حيث تبحث هذه المجلة عن فلسفة الحقوق، مُبينا أن فلسفة الحقوق قد تكون فلسفة وصفية أو معيارية.

ما هو الفرق بين الفلسفة الوصفية والفلسفة المعيارية؟

وبين أن الوصفية هي بيان ما هو كائن، والمعيارية هي بيان ما ينبغي أن يكون، وفرق بين أن تتحدث عما هو كائن وعما ينبغي أن يكون، و
فلسلفة الحقوق أيضا وصفية ومعيارية.

وضرب سماحته مثالا للتوضيح: تارة نتحدث في الحقوق عما هو كائن وتارة نتحدث في الحقوق ما ينبغي أن يكون، نأتي إلى ما هو كائن ما هو الفرق بين الحقوق والأخلاق؟

شارحا أن الحقوق لها ضمان تنفيذي والأخلاق ليس لها ضمان تنفيذي وإن كانت محل للمدح أو الذم عند العقلاء، وتساءل ما هو الفرق بين الصدق والأمانة والكذب والخيانة؟

الكذب إخلال بخلق والأمانة إخلال بحق..

وبين سماحته: أن الكذب إخلال بخلق، الأمانة إخلال بحق عندما تُخل بالأمانة أنت أخللت بحق من حقوق من ائتمنك بينما حينما لا تصدق تكذب عليه والكذب لم يوقعه في مضرة أنت لم تخل بحق من حقوقه ولكن أخللت بقيمة خُلقية.

والاخلال بالخلق لا يترتب عليه ضمان، صحيح هو عمل مذموم ولكن لا يترب عليه ضمان، لكن الاخلال بالأمانة، الاعتداء، السرقة إخلال بالحق ويترتب عليه ضمان جزائي، وهذه هو الفرق بين الأخلاق والحقوق وهذه تُسمى فلسفة وصفية.

مُضيفا: عندما نأتي للفلسفة المعيارية ما ينبغي أن تكون عليه الحقوق
بحث في علم القانون حول الحقوق، ماهي المظلة التي تندرج تحتها الحقوق هل المظلة هي الأخلاق أو المظلة هي حفظ النظام؟

وتحدث في المحور الثاني: عن أبعاد فلسفة الفقه، كما أن للحقوق فلسفة، للغة فلسفة، لعلم الاجتماع فلسفة، الفقه كسائر العلوم فلسفة، هناك علم الفقه، وهناك فلسفة الفقه، هناك نظرة تحليلية للفقه.

موضحا أن علم الفقه هو العلم الذي يبحث عن العلاقة بين الإنسان وبين القانون السماوي، العلاقة بين الإنسان وبين القانون السماوي هذه العلاقة هي علم الفقه بواسطة سلوك معين كالصلاة واجبة، شرب الخمر حرام، الغيبة حرام، هذه علاقة بين الإنسان وبين القانون من خلال سلوك معين من خلال أمور عينية.

وأشار سماحته بأن فلسفة الفقه لها أبعاد أربعة: البعد التاريخي، والبعد،
الاجتماعي، والبعد الفلسفي، والبعد التحليلي.

وختم بشرح المحور الثالث وهو البعد التحليلي للفقه وهو النص وفقه المقاصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى