مقالات

بطوسٍ أشمُّ الشذى

بطوسٍ أشمُّ الشذى الأضوعا
و أمتدُّ فوق المدى الأروعا

وأنسى الهمومَ و أُمَّ الهمومْ
وأسعى إلى الخلد فيمن سعى

فبابٌ إلى الله باب الرضا
ومنه ترى العالم الأوسعا

بطوسٍ تُريح اعتلال الشعورْ
بها الله مِسْكَ الرضا أودعا

تطوف النفوسُ بها بهجةً
و تُحني لها بالهوى أضلعا

يُأمّلُ فيها الدعاةُ الجوابْ
فما خاب فيها الذي قد دعا

ثوى الخيرُ فيها وحلَّ الندى
وصار السلام بها مُترعا

فمذ حلَّ فيها الإمامُ الهمامْ
تحلّى بها المجدُ ما ودّعا

وإنْ حازت النجمُ من نورها
أبَتْ تركها وارتقت موضعا

بلادٌ بنى العزُّ أركانهُ
عليها فهيهات أنْ تخنعا

على تربها العارفون ارتَقَتْ
مداركُهمْ سُجّداً رُكّعا

بقرب الإمام الرضيِّ الشهيدُ
أنالُ الحياة ولن أُفزعا

حياةً من النور أغصانها
إلى جنة الله لن تُقطعا

إمامٌ تفايضَ منه العلومْ
وفي كلِّ فنِّ به أبدعا

ففي بحرهِ غار بحر اليهود
ومن حبرهِ حبرهم قد نعى

أتحسبُ أنَّ الذي بالرضا
تعلّقَ يهوى و لن يُرفعا

إذاً أين عهد النبي الأمينْ
وهل أخلفَ الشرع ما شرّعا

تبعنا النبيَّ وتشريعهُ
فصرنا لثقل الهدى تُبّعا

و ذقنا بذالك سيلَ الأذى
ورغم الأذى لم ندعْ يوشعا

وسرنا على حبِّ آل النبي
بحمدٍ و شكرٍ سمونا معا

شيوخاً وجدنا سرور اللقا
بهم والتقينا بهم رُضّعا

نزعنا من الروح أحقادنا
بحيث اتبعنا الفتى الأنزعا

وصرنا بهم شيعةً نهتدي
و من نورهم قد ملأنا الوِعا

حزنّا لأحزانهم حسرةً
و نجري بوجدٍ لهم أدمعا

وإن فرحوا تلك أعيادُنا
وتهليلُنا للسما شعشعا

بميلاد ثامنِ أهل الكسا
كسونا الأزاهرَ ما أينعا

و حتى الكواكبُ من بُشرِنا
تراقصن في فرحٍ أجمعا

حسين ابراهيم الشافعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى