عاشوراء

سماحة السيد منير الخباز “الليلة الثانية عشر”: في رحاب وريثة الزهراء (ع) العقيلة زينب (ع)

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و آل محمد

(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3))

سورة الكوثر من منن الله على النَّبي مُحَمَّد ﷺ

كثير من الآيات تحدثت عن النعم التي انزلها الله على النبي (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَىٰ (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ) (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ)،. في مفردة الكوثر تفسيرات ثلاثة: ان المراد منها الخير الكثير، وان الله وهب النَّبي مُحَمَّد ﷺ مقامات في الدنيا و الآخرة، و التفسير الثاني أنها معربة من كلمة عبرية وهي الكوشر و هي تعني الطهارة و النزاهة، و التفسير الثالث أنها فاطمة الزهراء سلام الله عليهم و هو ما ورد عن الأئمة (ع)، و فاطمة الزهراء جمعت الثلاث المعاني، فهي مصداق لها كلها، و انحدر منها ١١ إمام فهم أيضاً مصداقاً للخير الكثير، وأيضاً الطهارة فمن أكثر من طهارتها وهي أحد الخمسة الذين نزلت فيهم الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)، ابناءها هم خير كثير ومنهم العقيلة زينب سلام الله عليها.

السيرة الذاتية للعقيلة زينب

العقيلة زينب ولدت إما في الخامس من جمادى الأول العام ٥ للهجرة أو السادس من شعبان ٦ للهجرة ؟ توفيت بعد أخيها الحسين (ع) بأشهر فقد أخذ منها المقتل منها مأخذاً، عمرها حين وفاتها ٥٥ سنة، و هي أصغر من الحسين (ع) بسنتين، دفنت إما في الشام أو في مصر و إن كان ترجيح الإمامية أن قبرها في الشام، حظيت برافدين وهم رافد الوراثة، من الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة كما ينطبق هذا القول على الحسين (ع) ينطبق عليها (لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها) ورافد التربية، إذ عاصرت خمسة من المعصومين وورثت عنهم العلوم، و ابن عباس كان يروي عنها رغم أنه عالم، و يقول حدثتني عقيلتنا زينب أن أمير المؤمنين، و هي التي روت خطبة أمها الطويلة، وفي الرواية أن لم يسمها أمير المؤمنين وانما انتظر يسميها النَّبي مُحَمَّد ﷺ و النبي (ص) كان ينتظر فيها أمر السماء إلى أن جبريل قال له سمّها زينب، و أصل الكلمة إما أصل للشجر طيب الرائحة جميل المنظر، أو زين أب ودمجت الكلمة، أي أفضل الأب، و عن النَّبي مُحَمَّد ﷺ بكى لأن جبريل قال له أن حياتها مليئة بالأسى، و في الرواية أن أخبرها أمير المؤمنين (ع) بمستقبلها فابتسمت وقالت اخبرتني أمي قبلك، فأدبوها بالعلم و الفصاحة والشجاعة و الجلد، كتب والي المدينة ليزيد -ما معناه- (أما بعد فإن كانت لك حاجة في المدينة فانظر إليها فإن زينب بن علي امرأة عاقلة لبيبة وقد عزمت هي ومن معها الأخذ بثأر الحسين (ع))، تزوجت عبدالله بن جعفر ابن جعفر الطيار وأنجبت منه عدة أبناء، أربعة أولاد و بنتاً، عباس و عون و علي و محمد و أم كلثوم.

السمات البطولية في شخصيتها

في علم النفس هناك علم يسمى علم الشخصية، و تقسم ثلاث أقسام: الشخصية الكلاسيكية تعيش روتين واحد بدون إبداع أو تطوير، الشخصية المتميزة التي يظهر لها تألق و تميز، سواءً كانت عقلية أو مهنية أو بيانية أو فنية، كل بتألق بطريقة معينة، والأخيرة هي الشخصية الفريدة، وهو الذي يجمع عدة شخصيات بحيث يكون متألق في عدة مجالات، هل يستطيع الإنسان بين أن يكون متألق في الطب و متألق في الفن ؟ كل منهما يحتاج الى وقت و جهد تطبيقي و طاقة، لو جمع انساناً بينهما أي عدة مجالات نعده شخصية فريدة.

الإمام أمير المؤمنين (ع)، جمع بين الأضداد، التألق في العبادة و التألق في الميدان، تألق العبادة يحتاج لوقت و جهد وهو كان يصلي ١٠٠٠ ركعة في اليوم و الليلة، و في الميدان يحتاج لتفرغ ايضاً، وقد جمع أمير المؤمنين بين الضدين، هو رئيس الدولة يراقب مسارات الدولة و أجهزتها و يصلي ١٠٠٠ ركعة، و يخطب و ينشر العلوم و التربية، وهو القائد في الميدان، كيف يستطيع الجمع بين هذه الشخصيات ؟ و ورثته في ذلك ابنته العزيزة زينب، طوت عدة شخصيات في إنسان واحد، بليغة تفرغ عن لسان أبيها، شجاعة و لا تقلق و لا تخاف، وتمتلك قدرة إدارية ثبتت بعد عاشوراء، لنتحدث عنها نقسمها في شخصيات:
● الشخصية المعرفية، الإمام المعصوم يخاطبها و يقول لها عمة أنت عالمة غير معلمة فاهمة غير مفهمة، العلم نوعان اكتسابي من مصدر معين بتمام تفاصيله، و أما النوع الثاني فهو العلم اللدني الذي هو جولان العقل المؤيد بالإلهام لدقائق الأمور، (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ) (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) و يمثل بذلك موسوعة من المعارف و العلوم. نقرأ بعض النصوص لنعرف هذه الشخصية، في اليوم الحادي عشر، يقلق السجاد و هو ينظر الى الأجساد المضرجة فتقول (ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي؟ فقلت: وكيف لا أجزع وأهلع وقد أرى سيدي وإخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مضرجين بدمائهم، مرملين بالعرى، مسلبين، لا يكفنون ولا يوارون، ولا يعرج عليهم أحد، ولا يقربهم بشر، كأنهم أهل بيت من الديلم والخزر، فقالت: لا يجزعنك ما ترى فوالله إن ذلك لعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى جدك وأبيك وعمك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة، وهم معروفون في أهل السماوات إنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء، لا يدرس أثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد أثره إلا ظهورا، وأمره إلا علوا) و هذا من نمير علمها اللدني. النص الثاني عندما حاورها عبيد الله بن زياد، وهي قد لبست أرذل ثيابها حتى تتنكر، ولكن النساء و الأطفال يلتفون حولها، فقال عبيد الله بن زياد من هذه ؟ فقيل له أنها زينب، (قال كيف رأيت صنع الله في أخيك )، وابن زياد يروج للمجبرة، يستدل على أن كل ما وقع فهو بارادة الله الحتمية، الله أرادنا أن نصبح حكاماً، يقولون الله نصرنا عليكم لو كنتم محقين لنصركم، إذا كان اخوك على حق لم قتل ؟ كيف رأيت صنعك الله فيه ؟ قالت (ما رأيت إلا جميلاً)، أي أنك تتوهم أن هذا خسران بل هو انتصار المبادئ.
● الشخصية العرفانية، إذ هي قطعة من العبادة، وكيف لا تكون كذلك و أبوها أمير المؤمنين (ع) و أمها امرأة المحراب، يقولون انها وصلت إلى درجة الاطمئنان ، هناك رؤية ملكية وأخرى ملكوتية، أما الملكية فهي أن يقرأ الإنسان الكون و معادلاته و جزئياته، اما استخدام هذه المعرفة لتعرف ابداع الله وقدرته فهذه تسمى قراءة ملكوتية، كل من قرأ الوجود قراءة ملكوتية وصل الى مقام الاطمئنان (وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) (فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وأصبحت مصداقاً لقوله تعالى (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) و انعكس ذلك على اقوالها و افعالها، ولما قتل الحسين خرجت امرأة من الخيم تجر الأذيال و مشت الى جسم الحسين (ع) و لم تبكي رغم أنها فقدت ولدين، و مدت يدها تحت الجسد و قالت اللهم تقبل منا هذا القربان، رؤية الجمال لا تكون إلا بالروح الجميلة، و أما الروح المريضة لا ترى الجميل. (كن جميلاً ترى الوجود جميلاً) الحقد و الكراهية و القلق و الفزع يمنع الإنسان أن لا يرى الجمال (فاصبر صبراً جميلاً) فصبر جميل.
● الشخصية الحركية، وهي تتميز على الشخصية الساكنة أنها ذات مشروع، تراقب و تتابع و تخطط و تبرمج، تعيش كل هذه الألوان في آن واحد، فهي شخصية ذات مشاريع، عندما خاطبت عبدالله بن عباس وهو يقول للحسين (ع) (كيف تخرج للعراق وهم خانوا ابوك و اخوك) والتفتت زينب (ع) أن كيف تشير على سيدنا بأن يخلينا، لما كان اليوم العاشر من يستطيع تحمل هذا كله ؟ لم يكتب التاريخ امرأة قامت بهذا كله، تهدئ الاطفال و تستلم الجثث، وتجمع الأيتام و تداوي العليل و تودع الابطال، و تعطي الحسين(ع) الطاقة الروحية، لم يقتصر أمرها على كربلاء فقط، الحسين كان له خليفة ظاهري و آخر واقعي، فالخليفة الواقعي هو الإمام زين العابدين و لكن الظاهري هو زينب وكان الناس يرجعون إليها، وجعلها الإمام الحسين في هذا الموقع لأسباب، منها حفظ الإمام زبن العابدين، ومنها موقعها الاجتماعي الذي يعد أقوى من موقع الإمام اجتماعياً، لأنها ابنة علي و فاطمة. هي التي تتصدى للشامتين و الأعداء و من اجتمع عايهم من متصدقين، و قالت (الصدقة علينا حرام) مرت بقسوة السبي و الحادي يسرع بهم لكي يصل بهم إلى الكوفة حتى تقشرت وجوههم من حرارة الشمس -كما في الرواية- كل ذلك احتوته زينب، لا انهارت ولا وهنت و لا ضعفت، و حين دخلت على يزيد و الحبل في عنقها من أجل إظهار ضعفها و ووهنها، و لكنها لم تهن (وَ مَا اسْتِصْغَارِي قَدْرَكَ وَلَا اسْتِعْظَامِي تَقْرِيعَكَ تَوَهُّماً لِانْتِجَاعِ الْخِطَابِ فِيكَ).
● الشخصية الإعلامية، تذكر عائشة بنت الشاطئ، كتبت كتاب زينب بطلت كربلاء، تقول لولا زينب لتبخرت حركة الحسين، كل حركة تحتاج الى اعلام، و كان بيان زينب و لسانها هو الإعلام، أراد الأمويون أن يطفئوا الثورة، وقاموا بتطويق أمني حول أهل البيت (ع)، و استفادت من الاسر و السبي و جندت لسانها و صوتها اعلاناً لثورة الحسين (ع)، الى أن فضحت الجريمة الأموية، خصوصاً في الكوفة، فنتج عن ذلك حركة التوابين ثم حركة المختار ثم حركة زيد بن علي ثم حركة محمد بن الحسن كلهم امتداد لصوت زينب سلام الله عليها، هي الشخصية الفريدة التي مثلت أبيها أمير المؤمنين. الأدباء يعرفون أنك إذا قارنت خطبة الزهراء و خطب امير المؤمنين و خطبة زينب، نفس ادبي واحد، مصطلحات و كلمات كأن المتحدث واحد، نفس النَّبي مُحَمَّد ﷺ قد يكون مختلفاً، قد يكون بيان الحسين (ع) بيان مختلفاً.

المضامين العالية في خطبتها

عندما دخلت على يزيد، و رأت المجلس يضم اليهود و المسيحيين، اصحاب دول اخرى و أناس من شتى الأصناف لانه رئيس الدولة، فاستغلت تلك اللحظة (أظنَنْتَ يا يزيد حيث أخَذتَ علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبَحنا نُساق كما تُساق الأُسارى، أنّ بنا على الله هَواناً وبك عليه كرامة ؟! وأنّ ذلك لِعِظَم خَطَرِك عنده! فشَمَختَ بأنفِك، ونظرتَ في عِطفِك، جَذلانَ مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مُستَوسِقة، والأمورَ مُتَّسِقة، وحين صفا لك مُلكنا وسلطاننا. مهلاً مهلا! أنَسِيتَ قول الله تعالى: ولا يَحسَبنَّ الذين كفروا أنّما نُملي لَهُم خيرٌ لأنفسِهِم، إنّما نُملي لَهُم ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ مُهين ؟!)

لعبت هاشم بالملك ولا وحي نزل، هذا ما يقوله يزيد، أما هي تقول له (أَمِنَ الْعَدْلِ يَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَسَوْقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ سَبَايَا؟؟ قَدْ هَتَكْتَ سُتُورَهُنَّ وَأَبْدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ يَحْدُو بِهِنَّ الْأَعْدَاءُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَيَسْتَشْرِفُهُنَّ أَهْلُ الْمَنَاقِلِ وَيَبْرُزْنَ لِأَهْلِ الْمَنَاهِلِ وَيَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ وَالْغَائِبُ وَالشَّهِيدُ وَالشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالدَّنِيُّ وَالرَّفِيعُ، لَيْسَ مَعَهُنَّ مِنْ رِجَالِهِنَّ وَلِيٌّ وَلَا مِنْ حُمَاتِهِنَّ حَمِيمٌ، عُتُوّاً مِنْكَ عَلَى اللَّهِ وَجُحُوداً لِرَسُولِ اللَّهِ وَدَفْعاً لِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَلَا غَرْوَ مِنْكَ وَلَا عَجَبَ مِنْ فِعْلِكَ. وَ أَنَّى يُرْتَجَى مُرَاقَبَةُ مَنْ لَفَظَ فُوهُ أَكْبَادَ الشُّهَدَاءِ وَنَبَتَ لَحْمُهُ بِدِمَاءِ السُّعَدَاءِ) في الكوفة أججت المشاعر ووقفوا أمامهم وهم يعرفونها فلما رأوها صاروا يبكون فأشارت لهم بصوتها (يَا أَهْلَ الْخَتْلِ‏ وَالْغَدْرِ وَالْخَذْلِ أَلَا فَلَا رَقَأَتِ الْعَبْرَةُ وَلَا هَدَأَتِ الزَّفْرَةُ إِنَّمَا مَثَلُكُمْ كَمَثَلِ الَّتِي‏ نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ.هَلْ فِيكُمْ إِلَّا الصَّلَفُ وَالْعُجْبُ وَالشَّنَفُ) تشير الى نقاط ضعفهم، (أَتَدْرُونَ وَيْلَكُمْ أَيَّ كَبِدٍ لِمُحَمَّدٍ (ص) فَرَثْتُمْ وَأَيَّ عَهْدٍ نَكَثْتُمْ، وَأَيَّ كَرِيمَةٍ لَهُ أَبْرَزْتُمْ وَأَيَّ حُرْمَةٍ لَهُ هَتَكْتُمْ وَأَيَّ دَمٍ لَهُ سَفَكْتُمْ .. أَفَعَجِبْتُمْ أَنْ تُمْطِرَ السَّمَاءُ دَماً وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى‏ وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ، فَلَا يَسْتَخِفَّنَّكُمُ الْمَهَلُ فَإِنَّهُ عز وجل لَا يَحْفِزُهُ الْبِدَارُ).

و الحمد لله رب العالمين
تقرير/ حسن هاني آل سيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى