عاشوراء

الشيخ الصفار: حياة الإنسان تزدهر بالعلاقة إيجابية مع من حوله

قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن حياة الأنسان تزدهر حين تكون علاقته بمن حوله في مستوى الإيجابية والحميمية.
وتابع: في المقابل تصبح قاحلة وموحشة حينما تنخفض أو تنعدم درجة الدفء والرضا في علاقاته البينية.
جاء ذلك خلال المحاضرة العاشورائية التاسعة 9 محرم 1443هـ الموافق 18 أغسطس 2021م مساء الثلاثاء بمجلس الحاج سعيد المقابي في حي الجزيرة بمدينة القطيف.

وأوضح سماحته أن العلاقة بينَ بني البشرِ ساحة مفتوحة على مختلفِ الاحتمالاتِ لأنَ الإنسانَ كائنٌ مميزٌ في تكوينهِ، فهو ذو عقل وارادة وغرائز منفعلة، لا يمكنُ التنبؤ بشكلِ دائمٍ وحتميٍ بمواقفهِ وأحاسيسهِ ومشاعرهِ وردّات فعله مما يؤدي إلى اختلافِ الآراء بين البشر وتصارع الإرادات.

وأشار إلى أن علاقة الإنسان بمن حوله مؤثرة على مستوى الاستقرار النفسي له، فشعور الرضا، والطمأنينةَ، وازدهارِ الحالة الانتاجية والحيوية هي نتائج العلاقاتِ الايجابية بين البشر، بينما التوترُ والاضطرابُ النفسي والارتباكُ هي نتائج العلاقاتِ السلبيةِ مع المحيطِ الاجتماعي.
وبين أن القرآن تحدثَ عن أخلاقِ النبي (ص) وادارتهِ للعلاقة معَ الآخرين بوصفها أقوى عاملٍ في نجاحِ الدعوة الاسلاميةِ.

وتابع: المجتمع الذي تسود أجواءهُ علاقات الالفة والانسجام يكون أكثر استقراراً وقدرة على الإنتاجِ والتقدم بينما تتلاشى قوةُ المجتمع الذي يُعاني من التفكك والصراعات.
وأبان سماحته أن هناك من ينطلق من الدوافع المصلحية المحضة في إدارة علاقته مع الآخرين أخذاً وعطاءًا.
وأضاف: هناك من ترجح عنده كفة العطاء للآخرين ويفرح بما يعطي أكثر مما يأخذ، مؤكدًا أن على الإنسان أن يدرك الطبيعة البشرية التي يعيش ضمنها.

وتابع: جميع البشر معرضون للوقوع في الأخطاء والنسيان والانفعال، وعلى ألإنسان أن يعي أن الحساسية المفرطة تجاه أخطاء الآخرين تعكر اجواء العلاقة.
وأشار إلى أن شعور الانسان باهتمام الاخرين به يعزز لديه الثقة بالنفس والرضا عن الذات ويؤسس لعلاقات ايجابية متبادلة.
ومضى يقول: اهتمت التعاليم الدينية بالتأكيد على الاحترام المتبادل بين الناس والسلوكيات التي تعزز المحبة بينهم وفي طليعتها القاء التحية والسلام، والبشاشة وحسن الاستقبال وكل ما يترك البهجة والسرور في النفس.
وتابع: ينبغي للإنسان أن يكبح مشاعره السلبية تجاه الآخرين ويتعامل معهم بإيجابية وتقدير واحترام، وأن يبتعد عن سوء الظن والحسد تجاه الاخرين.

وأضاف: لقد ركّز الدين الاسلامي على العلاقاتِ الإنسانيةِ إذ هي بمثابةِ المنبعِ للازدهارِ في حياةِ الإنسانِ، وقدْ ربطَ عددٌ هائلٌ من النصوصُ والأحاديثِ بين الإيمانِ والعلاقة الإيجابيةِ مع الآخرين.
وذكر أن المفاهيم والتعاليم الدينية كصلة الرحم والبر بالوالدين وحسن الخلق وغيرها بحاجة إلى إثارة وتفعيل في واقع الحياة الاجتماعية، وإلى تقديم برامج عملية لتجسيدها وممارستها بصيغ جديدة ومناسبة.
وأوضح أننا نحتاج في العلاقات الانسانية لتنمية المشاعر الإيجابية وكبح المشاعر السلبية، وينبغي أن ننظر للآخرين بعين المحبة والتركيز على ايجابياتهم والبحث عن المشتركات وتبادل الخبرات والفائدة معهم.
وأضاف: حين يدرك الانسان أهمية العلاقة مع الآخرين، فإن عليه أن يأخذ زمام المبادرة فيها، وأن يوفر عوامل صنع العلاقة الناجحة مع الغير، قريبا كان أو بعيدا.

وقال: إن على أن الإنسان يسعى لصنع علاقات ناجحة مع الآخرين.
وتابع: يعتمد ذلك النجاح على مدى حرص الفرد ووعيه بأهمية أخذ زمام المبادرة واستيعاب المشكلات.
وأبان أن مصالح الإنسان وشؤون حياتهِ مرتبطةٌ ومتداخلةٌ بشكل كبير مع مصالحِ من حولهِ من أبناء جنسه، فهو لا يستطيع الانفصال عن محيطه الإنساني، بل ويشعر بالوحشةِ في حالِ العزلةِ والانفراد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى