عاشوراء

السيد منير الخباز “الليلة الثالثة”: المكانة العليا للمرأة في الإسالم

بسم ﷲ الرحمن الرحیم

اللھم صل على محمد و آل محمد

(مَنْ عَمِلَ صَالحًِا ِّ من ذَكَرٍ أوَْ أنُثَىٰ وَھُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیََّ  نھُ حَیَاةً طَیبَةً ۖ )…

ذھب بعض الفلاسفة إلى احتقار دور المرأة، روسو مثلاً یقول یجب تعلیم المرأة أن تتمحور في الرجل، فتغذیھ و تطعمھ في صغره، وتعطیھ السكینة في كبره، فھذا ھو دورھا في مختلف الأزمنة، داروین مثلاً یقول الرجل متفوق على المرأة في المجالات العقلیة، و الدلیلعلى ذلك أن كل تحقیق یدخل فیھ الرجل یكون أعلى مكانة من المرأة سواء كان ذلك العمل یستدعي عمقاً في التفكیر أو لا یستدعي عمقاًفي التفكیر، من ھنا برزت عدة تیارات و حركات تدعو لتحریر المرأة و المدافعة عن كرامة المرأة وحقوقھا وھم على نوعین الحركةالوصفیة و الطبیعیة:

الحركة الوصفیة:

ھي التي تصف الواقع كما ھو، أي أن المرأة و إن كانت كیاناً مختلفاً عن الرجل فإنھا لم تنل حقوقھا كما نال الرجل، فھي تطالب انتصاراًلكرامتھا، سوزان جیمس مثلاً التي ھي نسویة لیبرالیة تطالب بحقوق المرأة كما للرجل وھي من ھذا الاتجاه.

الحركة الطبیعیة:

ھي التي تنكر الفروق بین الرجل والمرأة ، فإن الاختلاف الجسدي لیس إلا اختلاف ھامشي، دي بوفوار مثلاً تقول أن المجتمعات ھيالتي قالت أن الرجل ھو الذي یستطیع یقوم بأدوار متعددة و المرأة فقط لتربیة الأطفال فھذه ثقافة غیر صحیحة، جودیث بتلر أنكرت حتىالفروق الطبیعیة و الجنسیة بین الجنسین، فالرجل یمكنھ أن یكون فاعل و منفعل و المرأة یمكنھا أن تكون فاعل و منفعل من الناحیةالجنسیة، و ھذا الإنكار لیس إلا إنكار للواقع الذي یعترف بھ الجمیع.

الدین الإسلامي لا یصطدم مع المنظمات التي تدعو للحق، فما زلت المرأة تحت ظلم الرجل في بعض المجتمعات العربیة، و لكن لا یمكنالانزیاح لإنكار الفروقات بین الرجل و المرأة، للمرأة دور قیمي مؤثر في صناعة الحضارة، لنفھم دور المرأة نتحدث عن ثلاثمنطلقات:

المنطلق الفلسفي

ﷲ تعالى ھو الكمال المطلق، فلا یحصره شيء و لا یحده شيء، و تجلى سبحانھ بصورة الجمال و الجلال، فالقوة و الجبروت ھي منصفات الجلال التي یرھبھا الإنسان، و عطاؤه ورحمتھ ورزقھ ھي صفات الجمال، الجلال (سَبحَ مَا فِي السمَاوَاتِ وَالْأرَْضِ ۖ وَھُوَالْعَزِیزُ الْحَكِیمُ)، و صفات الجمال (الَّذِي أعَْطَىٰ كُل شَيْءٍ خَلْقَھُ ثُم ھَدَىٰ)، و عبر عن ھذا الجمال و الجلال بمخلوقاتھ، و قولھ (وَمِن كُل شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَیْنِ لَعَلَّ كُمْ تَذَكرُونَ) فإن لھذه الآیة تفسیران، الأول أن الكون منذ الانفجار العظیم تشكل مادة و مادة مضادة و اتحادھما وھو الذي أوجد الذرة، فحتى الإلكتورن یحمل زوجھ في طیاتھ، التفسیر الآخر ھم عنصري الجمال و الجلال، فكل مخلوق یملك عنصرالجمال و عنصر الجلال، عندما نتأمل في القرآن الكریم نجد ٢٠٠ آیة تتحدث عن التقابل بین السماوات و الأرض، مثلاً قولھ (وَال َّ سمَاءِوَمَا بَنَاھَا (5) وَالْأرَْضِ وَمَا طَحَاھَا) السماء بناء ولكن لیس بمعنى الفلك القدیم “وجود كثیف لا یمكن ان ینفذ فیھ شي”، بل معناھا أن ھذاالفضاء المملوء بالنجوم و الكواكب كلھ یسیر على نظام لا یختلف و لا یتخلف، و السماء مظھر لجلال ﷲ، و الأرض مصدر الغذاء

والعطاء للإنسان (مِنْھَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِیھَا نُعِیدُكُمْ وَمِنْھَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أخُْرَىٰ) (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأرَْضَ مَھْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِیھَا سُبُلًا)، (ھُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأرَْضَ ذَلوُلًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِھَا وَكُلوُا مِن ِّ رزْقِھِ)، فالأرض مظھر لجمالھ و السماء مظھر لجلالھ، (لَخَلْقُ السمَاوَاتِ وَالْأرَْضِ أكَْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناسِ وَلَٰكِن أكَْثَرَ الّناسِ لَا یَعْلَمُونَ) الإنسان أیضاً یحمل عنصر جمال و عنصر جلال، فمثلاً قولھ تعالى (وَالْكَاظِمِینَ الْغَیْظَوَالْعَافِینَ عَنِ الناسِ ۗ وَ ﷲُ یُحُِّب الْمُحْسِنِینَ) (وَالْكَاظِمِینَ الْغَیْظَ) صفة الجلال و القوة أما (وَ ﷲُ یُحِب الْمُحْسِنِینَ) فھذا عنصر جمال، كذلك من ھذا المنطلق جاءت الذكورة و الأنوثة، (وَاللَّیْلِ إذَِا یَغْشَىٰ (1) وَالنھَارِ إذَِا تَجَلَّىٰ (2) وَمَا خَلَقَ الَّذكَرَ وَالْأنُثَىٰ) التي ھي تجلي الجلال والجمال، الرجل یعبر عن جلال ﷲ و المرأة طاقة تبعث في الرجل الحب و السكینة و الحنان (جمال ﷲ) الموقع الفلسفي للمرأة أنھا مرآة لجمال ﷲ والرجل مرآة الجلال.

المنطلق القرآني

كیف تحدث عن الرجل و المرأة ؟ ھل اعتبر الرجل أفضل من المرأة ؟ نجد أن القرآن من خلال مضامین أعطى لكل منھما موقعاً أصیلاً،

مثلاً قولھ تعالى ( یَا أیَھَا الَّناسُ اتقوُا رَّبكُمُ الَّ ذِي خَلَقَكُم ِّ من َّ نفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْھَا زَوْجَھَا) و ھذا المعنى تكرر في القرآن (ھُوَ الَّذِي خَلَقَكُمِّ من َّ نفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْھَا زَوْجَھَا)، لھذه الآیة تفسیران، الأول ھو أنھا خلقت من نفسك أیھا الرجل، و التفسیر الثاني أنكما أنتما ترجعان إلى جنس واحد فلا واحد منكما أصل و الآخر فرع، (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ ِّ منْ أنَفسُِكُمْ) أي من جنسكم و لیس ملك، اذاً خلقكم من نفس واحدةأي من طبیعة الانسانیة.

ھل حقیقة الإنسان ببدنھ أم بروحھ ؟ یقول الفلاسفة أن شیئیة الشيء بصورتھ لا بمادتھ، مثلاً المادة الخشبیة ھي مجرد مادة خامة صالحةلتتشكل كصندوق أو كرسي أو طاولة، الإنسان المادة المنویة ھي مادتھ و شیئیتھ من صورتھ (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإنِسَانَ مِن سُلَالَةٍ ِّ من طِینٍ

(12) ثُم جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ َّ مكِینٍ (13) ثَُّ  م خَلَقْنَا النطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُم أنَشَأنَْاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ َّ ﷲُ أحَْسَنُ الْخَالقِِینَ)، حقیقة الإنسان بروحھ، أي الخلق الآخر الذي ذكر في الآیة، الروح الإنسانیة ھي صورة الإنسان ولیس بمادتھ، فالذكورة و الأنوثة لیست مقومة لإنسانیة الإنسان و إن كانت مؤثرة في شخصیتھ، الإنسان یتكون من العناصر الثلاثة ألا وھم العقل و الإرادة و الوجدان، و قولھ تعالى (ألََمْ یَكُ نُطْفَةً ِّ من َّ منِ ٍّ يیُمْنَىٰ (37) ثُم كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوىٰ (38) فَجَعَلَ مِنْھُ الزوْجَیْنِ الذكَرَ وَالْأنُثَىٰ) علمیاً ایضاً الجین و الكروموسومات الذكوریة تظھر بعد النمو و الا المادة في الأصل كأنھا انثى، حقیقة الإنسان بإنسانیتھ لا بذكورتھ و لا بأنوثتھ فإن مرحلة الذكورة و الأنوثة جاءت بعد مرحلة التسویة.

الصفات التي یسمو بھا الإنسان أو یخفق فإن القرآن لا یدخل فیھا الذكر والأنثى، یقول العلم صفة لا تختص بذكر أو أنثى، و قوة الإرادة

أیضاً لا ترتبط بالذكورة والأنوثة (َّ من كَانَ یُرِیدُ الْعَاجِلَةَ عَجلْنَا لَھُ فِیھَا مَا نَشَاءُ لمَِن ُّ نرِیدُ ثُم جَعَلْنَا لَھُ جَھَنمَ یَصْلَاھَا مَذْمُومًا َّ مدْحُورًا) ،صفة السلوك (أنَي لَا أضُِیعُ عَمَلَ عَامِلٍ ِّ منكُمِّ  من ذَكَرٍ أوَْ أنُثَىٰ ۖ بَعْضُكُم ِّ من بَعْضٍ) (مَنْ عَمِلَ صَالحًِاِّ من ذَكَرٍ أوَْ أنُثَىٰ وَھُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْیِیَنھُ حَیَاةً طَیبَةً ۖ …) القرآن یقول صفات النھوض والصعود واحدة، ٦٧ آیة تتحدث عن الإنسان كلھا تركز على الإنسان ولم تخصص الذكر

أو الأنثى (وَكَانَ الْإنِسَانُ أكَْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا) (بَلِ الْإنِسَانُ عَلَىٰ نَفْسِھِ بَصِیرَةٌ)(خُلقَِ الْإنِسَانُ مِنْ عَجَلٍ) (إنِا عَرَضْنَا الْأمََانَةَ عَلَى السمَاوَاتِ وَالْأرَْضِ وَالْجِبَالِ فَأبََیْنَ أنَ یَحْمِلْنَھَا وَأشَْفَقْنَ مِنْھَا وَحَمَلَھَا الْإنِسَانُ ۖ إنِھُ كَانَ ظَلوُمًا جَھُولً)، و ھذا یثبت من حیث النظرة القرآنیة أن الذكر و الأنثى في عرض واحد.

المنطلق القانوني

ماذا یرى الإسلام في التمایز الحقوقي بین الرجل والمرأة ؟ في لائحة التشریع الإسلامي لھا ثلاث ركائز:

  • الھدفیة، كمتدینین نعتبر الطبیعة كلھا ھادفة، ھناك ھدف لكل شيء في الكون (لَوْ كَانَ فِیھِمَا آلھَِةٌ إلِا ّ ﷲُ لَفَسَدَتَا ۚ() سَنُرِیھِمْ آیَاتِنَافِي الْآفَاقِ وَفِي أنَفسُِھِمْ حَتىٰ یَتَبَینَ لَھُمْ أَّ نَھُ الْحَق ۗ أوََلَمْ یَكْفِ بِرَبكَ أنَھُ عَلَىٰ كُل شَيْءٍ شَھِیدٌ) (وَفِي الْأرَْضِ آیَاتٌ لِّلْمُوقِنِینَ)،

فاختلاف الطبیعة إذاً اختلاف ھادف، فما ھو ذلك الھدف ؟ كل طاقتین بینھما فعل و انفعال فلكل منھما حق في كل طاقة للطاقةالأخرى، لنقیس الإنسان بالأرض، الأرض مملوءة بالمعادن والثروات و الكنوز، و الإنسان طاقات بدنیة و ذھنیة، ترى بینھمافعلاً و انفعالاً، (خَلَقَ لَكُمَّ  ما فِي الْأرَْضِ جَمِیعًا) و یأتي الرسول (ص) و یشرع قانون لیحیي ھذا الأمر (من أحیا أرضاً مواتاًفھي لھ)، نطبق ھذه المفردة القانونیة بین الرجل و المرأة، طاقة الرجل و طاقة المرأة و القرآن یصوغ ھذا القانون بینھما (ھُن لبَِاسٌ لَّكُمْ وَأنَتُمْ لبَِاسٌ لَّھُن).

  • الفلاسفة یقولون للإنسان وجودان الوجود في ذاتھ والوجود لذاتھ، الوجود في ذاتھ ھو عبارة عن الطاقة الموجودة في شخصیةالانسان عقلیة أو بدنیة كانت و أما الوجود لذاتھ فھي تستثمر ھذا الوجود في ذاتھ لعمل ما للمستقبل، أعطي علماً (عَلَّمَ الْإنِسَانَ مَا لَمْ یَعْلَمْ) و أعطي عقلاً (الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتبِعُونَ أحَْسَنَھُ ۚ أوُلَٰئِكَ الَّذِینَ ھَدَاھُمَُّ  ﷲُ ۖ وَأوُلَٰئِكَ ھُمْ أوُلوُ الْألَْبَابِ) و أعطي إرادة  (وَأنَ لَّیْسَ للِْإِنسَانِ إلِا مَا سَعَىٰ) فھذه الثلاث تسمى وجود لذاتھ، لاستثمار عملي مستقبلي.
  • المساواة الكیفیة لا الكمیة، إذا كنت لتوك قلت أن كلاھما لھ العناصر الانسانیة كالعقل و القدر و الارادة، لماذا لا تكون الحقوقمتساویة بین الرجل و المرأة كما تدعو إلیھ النسویة اللیبرالیة و غیرھا، فرق بین المساواة الكیفیة و المساواة الكمیة، مثال ذلك لو كان الأب یرید تقسیم تركتھ قبل وفاتھ، البعض یقول وزع الثروة بالتساوي في كل شيء، و لكن ھذا لیس التوزیع العادل، والصحیح التوزیع على الطاقات، فذو طاقة المصانع یعطى المصانع، و ذو طاقة الأراضي والعقارات یأخذ الاراضي، ھذا ھو التوزیع العادل، (لَقَدْ أرَْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَینَاتِ وَأنَزَلْنَا مَعَھُمُ الْكِتَابَ وَالْمِیزَانَ لیَِقوُمَ الناسُ بِالْقِسْطِ) و لیس من العدالة توزیع الثروة بالتساوي، و بین المرأة و الرجل أیضاً لم یساوي بینھم كمیًّا بل ساوى بینھم مساواة كیفیة، قیمة الحق ھي المھمة، فھذا التساويفي الانسانیة ھو الذي خلق التساوي الكیفي.
  • وحدة الھدف و تعدد الآلیات و الأسالیب، الأھداف العامة للمشرع (تنمیة علاقات ثلاث) علاقة الإنسان با و علاقة الإنسان

بالطبیعة و علاقة الإنسان بالمجتمع، الھدف من الشریعة تجسید ھذه العلاقات، (قَدْ أفَْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِینَ ھُمْ فِي صَلَاتِھِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِینَ ھُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّ ذِینَ ھُمْ للِزكَاةِ فَاعِلوُنَ (4) وَالَّذِینَ ھُمْ لفِرُُوجِھِمْ حَافِظُونَ) (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَیَاةَ لیَِبْلوَُكُمْ أیَكُمْ أحَْسَنُ عَمَلًا) كل شيء لھ ھدف، الصیام (یَا أیَھَا الَّذِینَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَیْكُمُ الصیَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِینَ مِن قَبْلكُِمْ لَعَلَّكُمْ تَتقوُنَ)، الصلاة، الربا و منع الظلم، كل تشریع لھ اھداف خاصة و اھداف عامة و ھذه كلھا مشتركة بین الرجل و المرأة و انما تختلف الاسالیب بین الرجل و المرأة، فالمربیة أیضاً لھا اسلوب آخر، (وَأعَِدوا لَھُم َّ ما اسْتَطَعْتُم ِّ من قوُةٍ) فالقوة تختلف باختلاف الازمنة، في زماننا الحاجة للقوة العلمیة، حتى تاریخ أھل البیت ھدف واحد و تعددت الادوار وھدفھم ھو اقامة العدالة وإحیاء كلمة لا إلھ إلا ﷲ، یقول الَّنبي مُحَمد ﷺ (ابناي ھذین إمامان قاما أو قعدا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى