حديث الجمعة

حديث الجمعة .. النبيُّ محمد (ص) مربياً (2) .. 4/5/1445هـ

النبيُّ محمد (ص) مربياً (2)

4/5/1445هـ

 

بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ وأشرفِ الأنبياءِ والمرسلين محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي.

اللهم اجعل أعمالَنا خالصةً لوجهِك الكريمِ.

عبادَ اللهِ! أوصيكم – ونفسي – بتقوى اللهِ، التي تتقوم بالعلمِ، والإيمانِ، والعملِ.

وقد سبق منا – في الأسبوع الماضي – بعضُ الحديثِ عن شخصيةِ النبيِّ الأعظمِ (صلى الله عليه وآله وسلم) التربويةِ، ولَما كنا مأمورين بالتأسي به، فإن من اللازمِ علينا – عقلاً، ونقلاً – أن نتفقهَ في ما روي من أقوالِه الشريفةِ، وسيرتِهِ العطرةِ.

وسنقف وإياكم في هذا اليومِ على ما يجب – أو ينبغي – ملاحظتُهُ ومراعاتُه في ما يتعلق بمن نجالسهم ونتواصل معهم؛ فإن لذلك قواعدَ وأحكاماً يغفل كثيرٌ من الناسِ عنها، الأمرُ الذي يوقعهم – من حيث يشعرون ولا يشعرون – في ما لا يرضاه اللهُ تعالى ولا يجتمع مع التأسي برسولِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم).

ولنقدم بين يدي الحديثِ كلمتين عن (وسائل التواصل الاجتماعي)، الكلمة الأولى: أن الناسَ اليومَ – خصوصاً جيلَ الفتيانِ والفتياتِ – لم يعودوا قادرين على العيشِ بعيداً عن وسائل الإعلام عموماً، ووسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ خصوصاً.

ويخطئ الإنسانُ المسلمُ إذا ظن أن تعاملَهُ مع هذه الوسائلِ ليس مشمولاً بسلسلةٍ من الأحكامِ والآدابِ الشرعيةِ، إذا ما أراد العملَ بدينِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

ولك أن تسألَ: كيف يكون ذلك والآياتُ القرآنيةُ نزلت قبل ما يزيد عن أربعةَ عشرَ قرناً، ومثلُها الأحاديثُ النبويةُ، وهل عالج النصُّ القديمُ حوادثَ جديدةً؟!

الجواب: إن مثلَ هذا السؤالَ إنما يخطر ببالِ مَن اختلط عليه الثابتُ بالمتغيرِ، وأما مَن تفقه وأحسن التمييزَ بينهما فهو بمنأى عن ذلك.

وبيانُ ذلك: أن وسائلَ الإعلامِ، ووسائلَ التواصلِ، وإن كانت متجددةً في آلياتِها وأدواتِها، لكنها ليس شيئاً آخرَ غيرَ اتصالِ إنسانِ بآخرَ عبرِ الكلمةِ والصورةِ، فقد كان ذلك يحصل في الزمنِ السابقِ بشكلٍ مباشرٍ، وهو يحصل – في هذا العصرِ – مباشرةً وعبرَ الأثيرِ.

فمَن تتواصلُ معه، ويتواصلُ معك، في وسائلِ الإعلامِ ووسائل التواصلِ، هو ما يُسمى – في القرآنِ والسنةِ – بالجليس والرفيقِ والصاحبِ إلى غيرِ ذلك من عناوينَ.

ولمجالسةِ الناسِ في دينِ الإسلامِ – كما نعرف وتعرفون أيها المؤمنون – أحكامٌ وآدابٌ، يجب مراعاةُ بعضِها، ويُستحب مراعاةِ بعضِها الآخرَ، فينبغي أن يُتجنبَ منهم مجلسُ السوءِ، وجليسُ السوءِ، ورفيقُ السوءِ، وفي بعضِ الأحيانِ يجب ذلك.

قال تعالى ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا ‌فَلَا ‌تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ [النساء: 140].

الكلمة الثانية: أن مجالستَك – ومتابعتَك – لهذا أو ذاك من الناسِ هو جزءٌ من عملكِ الذي ستفِد به على اللهِ تعالى، فإما أن يكونَ حسناً أو قبيحاً، وبيدِك – وحدك – أن تجعلَهُ من الحسنِ لتثابَ عليه، أو من القبيحِ – لا سمح الله – فتجازى به!

قال اللهُ تعالى ﴿‌وَأَنْ ‌لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (٣٩) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (٤٠) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى﴾ [النجم: 39-41]. 

***

بعد هذه المقدمةِ نقول:

إن النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حرص على أن يؤدبَ المسلمين على أن لا يُجالَسوا كلَّ أحدٍ، بل يُتخيرُ منهم مَن كانت مجالستُهُ سبباً للخيرِ والسعادةِ، وقد حرص النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) على بيانِ تجذرِ هذا الأدبِ في التاريخِ الإنسانيِّ والنبويِّ.

فمما روي عنه في ذلك أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال – في ما وراه عنه حفيدُهُ الإمامُ الصادق (عليه السلام) – “قالت الحواريون لعيسى: يا روحَ اللهِ! مَن نجالسُ؟! قال: مَن يذكركم اللهَ رؤيتُهُ، ويزيدُ في علمِكم منطقُهُ، ويرغِّبُكم في الآخرةِ عملُهُ”[1].

فحكايةُ النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، هذه، لسؤالِ الحواريين وجوابِ روحِ اللهِ عيسى (عليه السلام)، لم تكن مجردَ قصٍّ لواقعةٍ تاريخيةٍ! وإنما هي – مع ذلك – بيانٌ لأمورٍ ثلاثةٍ:

أولها: ما كان عليه الحواريون؛ من تسليمٍ لِما يؤدبهم عليه نبيُّهم عيسى (عليه السلام)، فالتدينُ الكاملُ هو علمٌ، واعتقادٌ، وعملٌ.

قال الله تعالى ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) ‌كَبُرَ ‌مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ [الصف: 2-3].

ثانيها: بيانُ ما كانوا عليه الحواريون من حرصٍ على تكوينِ أنفسِهم وفقاً لِما يريده اللهُ تعالى، والنأيِ بأنفسِهم عما ينافي ذلك.

ثالثها: تأديبُ نبيِّنا (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابِهِ المعاصرين له، ولأتباعِهِ ممن سيُروى لهم هذا القولُ.

فالحواريون إنما سألوا عمن يجالسون لأنهم علموا بأن مجالسةَ الآخرين ومخالطتَهم محكومةٌ بأحكامٍ وآدابٍ شرعيةٍ لا يستقيم إيمانُهم دون رعايتِها.

وقد أقرَّهم عيسى (عليه السلام) على هذا الفهمِ، ولذلك أجابهم بالنصِّ على غاياتٍ يجب أن توضعَ نصبَ العينِ، وتُجعَل محلَّ الاهتمامِ، وقوامُها ثلاثةُ قواعدَ:

القاعدةُ الأولى: أن كلَّ مجلسٍ – أو متابعٍ – لا يزيدك قرباً من اللهِ فهو مجلسٌ – أو متابَعٌ – لا يليق بك حضورُهُ ولا متابعتُهُ، فاللازمُ أن يكونَ الجليسُ – وكذا المجلسُ والمتابَعُ – سبباً للقربِ من اللهِ تعالى.

وهذا يعني أن على الإنسانِ – والمؤمنُ الصادقُ يلتزم ذلك – أن يوليَ مسألةَ القربِ من اللهِ تعالى اهتماماً كافياً، فهو ينبذ كلَّ ما من شأنِهِ أن يبعدَهُ عن اللهِ تعالى.

فحينما يوصي النبيُّ عيسى (عليه السلام) حوارييه أن يجالسوا “مَن يذكرهم اللهَ رؤيتُهُ” فإن هذا يعني أن المطلوبَ حصرُ المجالسةِ في مَن هو قريبٌ من اللهِ في فعلِهِ وفي قولِهِ، بل حتى في مظهرِهِ الخارجيِّ، حتى إن مجردَ رؤيتِهِ تكفي للتذكيرِ باللهِ والقربِ منه.

ونستذكر هنا ما قاله عمرو بن المِقْدَامِ عن الإمامِ الصادقِ (عليه السلام) “كنت إذا نظرتُ إلى جعفرٍ بنِ محمدٍ علمتُ أنه من سلالةِ النبيين”[2].

 ولا يخفى – أيها الأعزاءُ – بأن كثيراً من منافذِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ، ونوافذِها، ليست على هذا النحوِ بل إنها – للأسفِ الشديدِ – على الضدِّ من ذلك تماماً.

القاعدةُ الثانيةُ: أن يكونَ الجليسُ والمجلسُ، وكذا المتابَعُ، سبباً في زيادةِ العلمِ. حيث قال عيسى (عليه السلام) للحواريين عن الشرطِ في المجالَسِ أن يزيدَ في العلمِ منطقُهُ.

فهو يحضُّ على تخيرِ مَن إذا نطق، أو استُنطِق، نطق بالعلمِ، فهو أبعدُ ما يكون عن حشوِ الكلامِ وفضولِهِ، ناهيك عن باطلِهِ وسوقيِّهِ.

فهذا الجليسُ، أو المتابَعُ، لا تخلو مجالستُه من زيادةٍ في علمِ مَن يجالسُهُ.

وفي هذا تنبيهٌ إلى أن التعلمَ، والاستزادةَ في العلمِ، ليست أمراً كماليّاً، بل إنه محوريٌّ على أساسِهِ تُنظَّم العلاقاتُ الاجتماعيةُ، فيصادَق جماعةٌ ويجالَسون، ويُتجنبُ جماعةٌ ويُحذَرون.

وهذا نابعٌ من أن الإنسانَ كلما ازداد علماً فإنه يزداد قرباً من اللهِ تعالى بلحاظِ أن العلمَ الحقَّ يهتف بالعملِ، فالجليس الذي لا يزيدك علماً منطقُهُ إنما يهدر من عمرِك ويحول بينك وبين العملِ الصالحِ، وهذا ما يجعلك في حسرةٍ لا تُتدارك، حتى إن اللهَ تعالى يحكي عن شريحةٍ من الناسِ – ونعوذ باللهِ أن نكونَ وإياكم منهم – ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ ‌رَبِّ ‌ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [المؤمنون: 99-100]    

القاعدة الثالثة: أن يكونَ الجليسُ والمجلسُ سبباً في الرغبةِ في الآخرةِ.

وهذا ما عبر عنه روحُ اللهِ عيسى (عليه السلام)، وأقره رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، “ويرغِّبُكم في الآخرةِ عملُهُ”.

وهذا يعني أن الآخرةَ حاضرةٌ دائماً في وعيِ المؤمنِ، فهو لا يغفل عنها، ولا يشتغل بالدنيا على حسابِها، بل إنه حريصٌ على اشتدادِ التعلقِ بها والرغبةِ فيها.

فإذا كان الجليسُ، وكذا المتابَعُ، سبباً في حبِّ الدنيا ولهوِها والغفلةِ عن الآخرةِ ونعيمِها، فلا ينبغي مجالستُهُ، ولا متابعتُهُ، لأنه رفيقُ سوءٍ.

وقد جاء في خبرٍ آخرَ عن إمامِنا الصادقِ (عليه السلام) يرويه عن جدِّه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال “مجالسةُ أهلِ الدينِ شرفُ الدنيا والآخرةِ”[3].

وفي هذا الحديثِ ينبه الرسولُ (صلى الله عليه وآله وسلم) – ضمناً – أن البحثَ عن الشرفِ ليس مذموماً، بل هو محمودٌ، ومطلوبٌ، لكن له سبيلاً واحداً مأموناً، وهو مجالسةُ أهلِ الدينِ.

ومن المعلومِ أنه لا يصح أن يوصفَ جماعةٌ بأنهم (أهلُ الدينِ) إلا إذا كانوا متفقهين في دينِ اللهِ، عاملين بأوامرِ اللهِ ونواهيه، شديدي الحرصِ على تنظيمِ حياتِهم، العامةِ والخاصةِ، وفقاً لِما يريده اللهُ تعالى ورسولُهُ (صلى الله عليه وآله وسلم)، تماما كما فعل الحواريون حينما سألوا عمن يجالسون، ولم يقولوا هل المطلوبُ أن نقحمَ الدينِ في كلِّ تفصيلٍ، حتى في تنظيمِ علاقاتِنا الاجتماعيةِ؟!

إن على مَن يريد الانتماءَ إلى مدرسةِ الأنبياءِ التربويةِ أن يقفَ على تعريفِ اللهِ لدينِهِ، وأنه عزَّ وجلَّ قال ﴿إِنَّ الدِّينَ ‌عِنْدَ ‌اللَّهِ ‌الْإِسْلَامُ ..﴾ [آل عمران: 19].

فالحذرَ الحذرَ – أيها المؤمنون والمؤمناتُ!- من مجالسِ السوءِ، والحذرَ الحذرَ من رفقاءِ السوءِ، ومواقعِ السوءِ!

ولنغتنم أعمارَنا في ما يزيدنا علماً، ويذكرنا باللهِ، ويؤكد رغبتَنا في ثوابِهِ، وخشيتَنا من عقابِهِ؛ فإن اللهَ عزَّ وجلَّ يقول ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ‌وَلْتَنْظُرْ ‌نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (١٩) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [الحشر: 18-20]، ويقول سبحانه ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ‌وَكُونُوا ‌مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119]. 

وفقنا اللهُ وإياكم لأن نكونَ مع الصادقين، وممن يتأسى بالنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويتولاه وأهلَ بيتِهِ (عليهم السلام) على كلِّ حالٍ، وأن يجعلنا وإياكم من الذين آمنوا واتقوا والذين هم محسنون.

***

اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.

اللهم كن لوليك الحجةِ بنِ الحسنِ، في هذه الساعةِ، وفي كلِّ ساعةٍ، وليّاً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنَهُ أرضَك طوعا، وتمتعَهُ فيها طويلاً.

اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، واخذل الكفارَ والمنافقين.

اللهم مَن أرادنا بسوءٍ فأرده، ومَن كادنا فكِده.

اللهم اشفِ مرضانا وجرحانا، وارحم شهداءَنا وموتانا، وأغنِ فقراءَنا، وأصلِح ما فسَد من أمرِ دينِنا ودنيانا، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا، إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ.

وصلى اللهُ على سيدِنا ونبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

 

[1] الكليني، محمد بن يعقوب (ت 329هـ)، أصول الكافي، كتاب فضل العلم، باب مجالسة العلماء وصحبتهم، الحديث (3). ونحوه في كنز العمال 9/ 178، برقم (25587).

[2] الكمال في أسماء الرجال 4/ 41.

[3] الكليني، محمد بن يعقوب (ت 329هـ)، أصول الكافي، كتاب فضل العلم، باب مجالسة العلماء وصحبتهم، الحديث (4).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى