حديث الجمعة

حديث الجمعة .. المؤمنُ والمسجدُ … علاقةٌ راسخةٌ .. 8-11-1445هـ

المؤمنُ والمسجدُ … علاقةٌ راسخةٌ

8/ 11/ 1445هـ

بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدِ الخلقِ وأشرفِ الأنبياءِ والمرسلين محمدٍ بنِ عبدِ اللهِ وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

ربِّ اشرح لي صدري، ويسِّر لي أمري، واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي.

اللهم اجعل أعمالَنا خالصةً لوجهِك الكريمِ.

عبادَ اللهِ أوصيكم – ونفسي – بتقوى اللهِ، التي لا تكون إلا بالاستجابةِ إلى ما دعانا اللهُ إليه، وفي ذلك حياتُنا. فقد قال تعالى  { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ..} [الأنفال: 24].

وإن مما دعانا اللهُ عزَّ وجلَّ إليه هو الترددَ على المساجدِ، فقد خاطب نبيَّهُ (صلى الله عليه وآله وسلم) بقولِهِ {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} [الأعراف: 29].

وقد بيَّن عزَّ وجلَّ الغرضَ من دعوتِهِ هذه بقولِهِ ﴿.. فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ ‌يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ [التوبة: 108]، والآيةُ وإن نزلت في شأنِ مسجدِ قباءٍ، إلا أنها تستوعب – بمضمونِها – كلَّ مسجدٍ.

وإذا علمنا أن تشييدَ المسجدِ كان من فجرِ التاريخِ، كما جاء في قولِهِ تعالى – في سياقِ حديثِهِ عن المسجدِ الحرامِ – { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ} [آل عمران: 96]، وعلمنا بأن أولَ ما قام به رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) – لَما هاجر من مكةَ إلى يثربَ – هو بناءُ مسجدِ قباءِ، ثم المسجدِ النبويِّ الشريفِ، إذا علمنا ذلك تبين لنا أهميةُ المسجدِ في تكوينِ المجتمعِ المسلمِ، وأهميتُهُ في بناءِ الفردِ المسلمِ.

واذا عطفنا النظرَ إلى تشديدِ المشرعِ الإسلاميِّ؛ وهو اللهُ تعالى على لسانِ رسولِهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، في الحثِّ على أداءِ الصلاةِ في المسجدِ حتى روي عنه أنه قال “لا صلاةَ لجارِ المسجدِ إلا في مسجدِهِ”[1]، بل إنه هدد جماعةً بإجراءاتٍ حاسمةٍ إن أصروا على التخلفِ عن حضورِ الجماعةِ من دونِ عذرٍ، إذا نظرنا إلى ذلك تبين لنا ما يمثله المسجدُ من نقطةِ ارتكازٍ في دينِ اللهِ.

وروي عن النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لأبي ذرٍ “يا أبا ذرٍّ ! إن اللهَ تعالى يعطيك؛ ما دمتَ جالساً في المسجدِ، بكل نَفَسٍ تنفَّستَ درجةً في الجنةِ. وتصلي عليك الملائكةُ، وتَكتب لك بكلِّ نفسٍ تنفستَ فيه عشرُ حسناتٍ، وتُمحى عنك عشرُ سيئاتٍ”[2].

فما هو العذرُ – إذن – لِمن يتكاسل عن الحضورِ في المسجدِ من دونِ عذرٍ؟!

أجل، إنما يحرص على ارتيادِ المساجدِ والاختلافِ الدائمِ إليها فريقان:

الفريق الأول: النخبةُ المؤمنةُ

فقد روي عن الإمامِ الصادقِ (عليه السلام) أنه خاطب صاحباً له – يقال له الفضلُ بن عبدِ الملكِ – “يا فضلُ ! لا يأتي المسجدَ من كلِّ قبيلةٍ إلا وافدُها، ومن كلِّ أهلِ بيتٍ إلا نجيبُها!”[3] أو نجيبُهُ.

فمَن أراد منا أن يكونَ وافدَ قبيلتِهِ، والنجيبَ من أهلِ بيتِهِ، فلا يتخلفنَّ عن المسجدِ.

وأما الفريقُ الثاني، فإنهم: طلابُ الخيرِ

فقد ورد عن أميرِ المؤمنين (عليه السلام) أنه كان يقول في حديثٍ – وصفه المجلسيُ الأولُ بالقويِّ[4]– “مَن اختلف إلى المساجدِ أصاب إحدى الثمانِ: أخاً مستفاداً في اللهِ عزَّ وجلَّ، أو علماً مستطرفاً، أو آيةً محكمةً، أو رحمةً منتظرةً، أو كلمةً ترده عن رَدى، أو يسمع كلمةً تدله على هدى، أو يترك ذنباً خشيةً، أو حياءً”[5].

وقبل تفصيلِ مضمونِ الحديثِ، نشير إلى ملاحظتين:

الأولى: أن في بعضِ ألفاظِ الخبرِ “مَن أدمن”، وفي بعضِها الآخرِ عن الإمامِ الحسنِ (عليه السلام) “َمن أدام”.

الثانية: أن تعبيرَ “كان يقول” يعني أنه لم يقل ذلك مرةً واحدةً بل مراتٍ عديدةً، ومعلومٌ أن التكرارَ في مثلِ ذلك يعني الأهميةَ الفائقةَ.

وأما فقهُ الحديثِ، فالمستفادُ منه:

أن أولَ فوائدِ الاختلافِ إلى المسجدِ، فهي: أن يتعرفَ المختلفُ إلى المسجدِ على روادِ المسجدِ، فيكسبَهم – جميعاً، أو بعضَهم ولو واحداً منهم – إخواناً في اللهِ.

ومعلومٌ ماذا يجني الإنسانُ إذا حظي بأخٍ محبٍّ ناصحٍ يعينه على جلبِ ما يحب، ودفعِ ما يكره، فكيف إذا كان مَن يكسبهم يزيد عددُهم عن الواحدِ والاثنين بل العشرةِ والعشرين.

وعنوانُ (الأخِ في الله) – أيها المؤمنون – يرمز إلى علاقةٍ وثيقةٍ تفوق – بأضعافٍ – علاقةَ الصاحبِ بصاحبِهِ، وعلاقةَ الصديقِ بصديقِهِ.

والمفروضُ أن مَن يرتادون المساجدَ يحملون مؤهلاتِ الأخوَّةِ في اللهِ، ويفترض أن يكونَ ترددُهم على المساجدِ معيناً لهم على هذا التأهلِ.

وأما ثاني الفوائدِ التي يصيبها المختلفُ إلى المسجدِ، فهي: العلمُ المستطرفُ.

والمرادُ به العلمُ الحسنُ، أو النافعُ. إذ المفروضُ أن ما يُلقَى في المساجدِ من علومٍ يكون نافعاً؛ لأنه لا يكون إلا ضمن المعارفِ الدينيةِ المتعلقةِ بالمبدأِ والمعادِ وما يرتبط بهما من معارفَ وأحكامٍ ومواعظَ تصب جميعُها في صلاحِ الإنسانِ حاضراً ومستقبلاً، مع الخالقِ والخلقِ، خصوصاً مع ملاحظةِ  كراهةِ الحديثِ عن الدنيا في المساجدِ.

وأما ثالثُ الفوائدِ المفروضُ إصابتُها من المختلفِ إلى المسجدِ، فهي: الآيةُ المحكمةُ.

إذ المعتادُ – والمطلوبُ – ممن يعلِّم في المسجدِ أن يكونَ محورُ تعليمِهِ كتابَ اللهِ تعالى في الدرجةِ الأولى، والمفروضُ أن يَتخيرَ من كتابِ اللهِ ما يكون أقربَ إلى فهمِ عمومِ الناسِ، والآياتُ المحكماتُ في طليعةِ مصاديقِ ذلك.

والمسجدُ – أيها المؤمنون – هو منصةُ التعليمِ الأولى للقرآنِ الكريمِ، كما دأب عليه أسلافُنا الصالحون، والمأمولُ ممن يخلُفهم أن لا يقصِّرَ في هذه المهمةِ.

وأما رابعُ الفوائدِ الموعودِ أن يصيبَها المختلفُ إلى المسجدِ، فهي: الرحمةُ المنتظرةُ.

وذلك أن المسجدَ – أيها المؤمنون والمؤمناتُ – هو بيتُ اللهِ، وهو أشرفُ من غيرِهِ من بقاعِ الأرضِ، ومرتادُهُ، والمتعبدُ فيه، هو ضيفُ اللهِ.

ولَما كان للهِ تعالى رحماتٌ كثيرةٌ لعمومِ عبادِهِ حتى غيرِ الصالحين، فهو عزَّ وجلَّ  {الرحمنُ الرحيمُ} [سورة الفاتحة]، فكيف ستكون رحمتُهُ الخاصةُ بالصالحين منهم؟! وكيف ستكون رحمتُهُ الأخصُّ بالمختلِفِين إلى بيوتِهِ التي هي المساجدُ؟!

وأما خامسُ الفوائدِ، فهي: كلمةٌ ترده عن ردى.

فمرتادُ المسجدِ يعلم أن الردى، وهو العاقبةُ المهلكةُ لِما قبُح من القولِ والفعلِ وكان له تبعاتٌ سلبيةٌ، وكان غيرَ مرضيٍّ للهِ تعالى، والمفروضُ أن ما يدور من كلامٍ في المسجدِ يأخذ طابعَ الأمرِ بالمعروفِ، والنهيِ عن المنكرِ، والتربيةِ على ما يحب اللهُ ويرضى والتناصحِ بين المؤمنين.

ومرتادُ المسجدِ إذا لم يكن يعلم قبحَ المردياتِ والمهلكاتِ فإن اختلافَهُ إلى المسجدِ – خصوصاً مع الدوامِ عليه – سيكون سبباً لأن يعلمَ بذلك جملةً وتفصيلاً، ويكون ذلك عوناً له على تركِ الردى وموجباتِهِ كلِّها.

وأما سادسُ الفوائدِ، فهي: أن يسمعَ كلمةً تدله على هدى.

فإن المفروضَ أن ما يُلقَى في المساجدِ من دروسٍ ومواعظَ، وما يدور فيها من أحاديثَ، تصطبغُ كلُّها بعنوانِ الهدايةِ؛ لأنها تبين ما هو حلالٌ وما هو حرامٌ من الأقوالِ والأفعال، وما هو خطأٌ وما هو صوابٌ من الأفكارِ، أو أنها تدور في هذا الفلكِ، وبمثلِ هذا يكون الإنسانُ على هدى.

وأما سابعُ الفوائدِ، فهي: أن يتركَ المختلفُ إلى المسجدِ الذنوبَ خشيةً؛ لأنه يتعرفُ فيها [أي المساجد] على أن اللهَ تعالى إنما خلق الناسَ من أجلِ أن يرحمَهم، وأن ذلك لا يكون إلا بعبادتِهِ، وأن الذنبَ يَخدش ذلك وينافيه، وأنه يعرِّض فاعلَهُ للعقوبةِ من اللهِ، وهذه العقوبةُ لا تُحتمل.

وأما ثامنُ الفوائدِ، وآخرُها – وفقاً للحديثِ – فهي: أن المختلِفَ إلى المسجدِ يتركَ الذنوبَ حياءً.

وهذا يمكن تفسيرُهُ بوجهين، بل ثلاثةٍ:

أولها: الحياءُ من اللهِ تعالى

فإن المختلفَ إلى المسجدِ يكون أعرفَ باللهِ تعالى، وأقربَ إليه، وأحبَ له وإليه، وهذا ما يدعوه إلى أن يكونَ حيِياً بين يديه، ومَن كان على هذا الحالِ فإنه يتجنبُ الذنبَ؛ لعلمِهِ بأنه يبعِّده عن اللهِ تعالى، ثم إنه يعلم أن اللهَ تعالى قد أنعم عليه بنعمةٍ تفوق قدرتَهُ على أن يحصيَها، وأن المطلوبَ أن يكونَ شاكراً لأنعمِ اللهِ، وهذا لا ينسجم مع مقارفةِ الذنوبِ.

وبهذا تضيق دائرةُ العصيانِ عنده، حتى تكاد تُغلَق.

ثانيها: الحياءُ من الناسِ

وذلك أن المختلِفَ إلى المسجدِ يشار إليه بالبنانِ بين الناسِ بأنه من المتدينين والصالحين، ولا يليق بمَن يوصف بهذا الوصفِ أن يكونَ من العصاةِ.

ثالثها: الحياءُ من نفسِهِ

فإن المختلِفَ إلى المسجدِ – إذا كان من ذوي البصيرةِ والإيمانِ الصادقِ – تسمو نفسُه، وترق روحُهُ، فيَعرفَ أن الذنبَ لا يليق به فهو يعيق حركتَهُ التكامليةَ، بل إنه يسوِّد وجهَهُ عند ربِّهِ! لذلك، فإنه لا يرضى لنفسِهِ الكريمةِ عنده، والعزيزةِ عليه، أن تكونَ ألعوبةً بيدِ الشيطانِ ليقذفَ بها في أتونِ المعصيةِ.

فهذه هي الفوائدُ الثمانُ التي بشَّر بها أميرُ المؤمنين عليٌّ (عليه السلام) المختلفَ – أي المترددَ على المسجدَ، والمكثرَ من الحضورِ إليه، والصلاةِ فيه – وهي كما لا يخفى عناوينُ عريضةٌ ينتظم فيها الكثيرُ من العناوين التفصيليةِ.

وهذه الفوائدُ يمكن توزيعُها على أربعِ شعبٍ:

أولها: ما يُرجى من عندِ اللهِ

ثانيها: ما يُرجى من إمامِ المسجدِ

ثالثها: ما يُرجى من روادِ المسجدِ

رابعها: ما يُرجى من مرتادِ المسجدِ نفسِهِ

ولنختم حديثَنا – أيها المؤمنون – بالتنبيهِ إلى أن دينَ الإسلامِ الحنيفِ يؤكد على أهميةِ استثمارِ العمرِ، فقد جاء في وصيةِ النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) للإمامِ عليٍّ (عليه السلام) قولُهُ “يا عليُّ! بادر بأربعٍ قبل أربعٍ: شبابِك قبل هرمِك، وصحتِك قبل سقمِك، وغناك قبل فقرِك، وحياتِك قبل موتِك”[6] والمرادُ بالمبادرةِ في هذه الوصيةِ هو الاستثمارُ وحسنُ الاستغلالِ.

فنعمةُ الشبابِ ونعمةُ الصحةِ، حيث الحيويةُ والنشاطُ والقدرةُ الجسديةُ والعقليةُ على مباشرةِ الأمورِ يعقبُها الهرَمُ، حيث يفقد الهرِمُ ذلك كلَّهُ أو جلَّهُ، ويعقبها المرضُ والضعفُ، فيتحسر على أشياءَ كثيرةٍ يتمنى لو أنه يقدر على المداومةِ عليها إن كان سبق له فعلُها، أو يتمنى لو أنه فعلها إن كان لم يفعلها، ونعمةُ الغنى – بمعنى امتلاكِ المالِ تارةً والقدرةِ أخرى، وهما معاً تارةً ثالثةً – هي ما يعين الإنسانَ على أداءِ مناشطَ لا يستطيع أداءَها إذا غلبه الفقرُ وزالت أسبابُ الغنى.

كما أن نعمةَ الحياةِ تمثل الفرضةَ الوحيدةَ للعملِ الصالحِ، فاليومَ عملٌ ولا حسابَ، وغداً حسابٌ ولا عملَ، ولا ريبَ أن الاختلافَ إلى المسجدِ من أفضلِ الأعمالِ، حيث تؤدى الصلاةُ التي هي عمودُ الدينِ يعدُّ من أهمِّ الأعمالِ.

نسأل اللهَ أن نكونَ وإياكم ممن يختلف إلى المسجدِ، لا ممن يتخلف عنه، وأن نكونَ ممن يستمعون القولَ فيتبعون أحسنَهُ.

***

اللهم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ.

اللهم كن لوليك الحجةِ بنِ الحسنِ، في هذه الساعةِ، وفي كلِّ ساعةٍ، وليّاً، وحافظاً، وقائداً، وناصراً، ودليلاً، وعيناً؛ حتى تسكنَهُ أرضَك طوعا، وتمتعَهُ فيها طويلاً.

اللهم انصر الإسلامَ والمسلمين، واخذل الكفارَ والمنافقين، واردد كيدَهم إلى نحورِهم، واجعل تدميرَهم في تدبيرِهم، يا قويُّ يا عزيزُ.

اللهم مَن أرادنا بسوءٍ فأرده، ومَن كادنا فكِده.

اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وأغنِ فقراءَنا، وأصلِح ما فسَد من أمرِ دينِنا ودنيانا، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا، يا كريمُ.

وصلى اللهُ على سيدِنا ونبيِّنا محمدٍ، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين.

 

[1] وسائل الشيعة في تحصيل مسائل الشريعة 5/ 194، الحديث (6310).

[2] م ن 4/174، الحديث (4669).

[3] م ن 5/!93، الحديث (6309).

[4] روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه 2/ 104.

[5] من لا يحضره الفقيه 1/237، الحديث (713).

[6] من لا يحضره الفقيه 4/357، الحديث (5762).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى