مقالات

الصادق الصديق بحر العلم

وقفة الوفاء

( *قتلوا أصدق مَنْ فوق الـــــــثرى* ؛؛؛؛*بذعافِ السُّمّ في الأحشاء سـارا* — *صَدَق الحزنُ بفقدِ الصـــــــــادق* ؛؛؛؛؛ *فقدُهُ أورى شِغافَ القلبِ نــــارا* )  لأحد الشعراء .

اللهم احفظنا وإياكم ..(أيها المؤمنون )،، من شرور تلك الفتن التي تشتعل أحيانا بين بعض العشائر في بعض المناطق الاسلامية ..وقد يكون فتيلها شيء تافه يضحك الثكلى .

ولكنها العصبية العمياء والبعد عن منابع العلم والأجواء الظلامية وكلها عوامل تساعد على إشعال الفتن بين الطوائف والعشائر .
.
. وما أحلى بالطوائف والعشائر التي تعيش في قرية أو مدينة أن يسود بينهم الاحترام المتبادل لقطع الطريق على المتربصين بالأمة .
وهم الذين سلكوا مسلك الشيطان الرجيم في تدمير المجتمعات وإشعال الفتن والعداوات بينهم .

..هذا ما يريده أعداء الاسلام ..إنهم لا يهدأ لهم بال ولا يطيب لهم عيش إلا إذا رأوا المجتمعات ممزقة ومشتتة ومتصارعة فعندها تقر عيونهم وتفرح قلوبهم .

.. اللهم احفظنا من شرهم ومكرهم وكيدهم وحبائلهم وخدعهم وغرورهم وأمانيهم ورد ذلك إلى نحورهم بحق محمد وآل محمد ( صلوات الله عليهم أجمعين )

ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى استشهاد مولانا وسيدنا الامام *جعفر بن محمد الصادق* ( صلوات الله عليه وآله )

و هو الامام السادس من أئمة أهل البيت ( صلوات الله عليهم جميعا ) والذي نصَّ عليهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالامامة كما يعتقده الامامية . والذي عمل على تكاتف الأمة وإسعادها وترسيخ ثقافة التراحم والتلاحم والترابط والتواصل والتكاتف .

وقد كان همه الأول والأخير هو حفظ الاسلام العزيز والأمة الاسلامية ( *عقيدة وشريعة وأخلاقا* ) بمواقفه ومناظراته وبحوثه ودروسه ولقاءاته ومدارسه العلمية .

مع ما يتميز به الامام ( عليه السلام ) من الشجاعة والحلم والسخاء وحسن الخلق والتواضع والصدق .

وقد أثنى عليه جملة من علماء إخواننا السنة ومنهم :. شمس الدین محمد بن طولون(ت: 953 هـ.ق)فقد قال 🙁 کان من سادات أهل البیت ولقّب بالصادق لصدقه في مقالته ، وفضله أشهر من أن یذکر ).، ( من قوقل ).

وأثنى عليه :- أحمد بن حجر الهیتمي(ت: 974 هـ.ق)فقال 🙁 و نقل عنه الناس من العلوم ما سارت به الرکبان وانتشر صیته في جمیع البلدان ).  ( من قوقل ).

ولكن الجهات المعادية للاسلام وعلى رأسهم العباسيون كانت متوجهة بكل قواها نحوه لإضعافه وإبعاده وعزله عن الأمة .

.. لأنها تعلم علم اليقين مدى تأثيره الروحي والعلمي في الساحة الاسلامية .

. ولكنه الجبل الراسخ والصرح الشامخ في وجه تلك التيارات المنحرفة والرياح العاتية .

فوقف بكل قوة واقتدار ليكشف زيفها وليكشف أباطيلها فأسس المدارس العلمية والتي كان يحضرها العديد من طلاب العلوم .

فكانوا رسلا في بلدانهم وعشائرهم ليقوموا بدورهم الريادي في التعريف بمكانة الاسلام عموما وترسيخ العقيدة الموالية لأهل البيت ( صلوات الله عليهم جميعا )خصوصا .

ولم يمنعهم القتل والتشريد والمطاردة والتضييق الذي تمارسه السلطة العباسية تجاههم ..

وببركة جهود الامام الصادق ( عليه السلام ) وثباته وشجاعته وقوة حججه وأدلته وبراهينه وعدم تنازله عن مبادئه .

ترسخت أسس المذهب ترسيخا قائما على العلم المعزز بالأدلة الدامغة والحجج الساطعة .
ومن أراد معرفة المزيد فعليه بقراءة كتاب ( الامام الصادق والمذاهب الأربعة ) للعلامة أسد حيدر ( قدس سره ).،

….و بقيت *القافلة الاسلامية* الموالية تشق طريقها وإلى اليوم ببركة جهود العلماء الربانيين بلا كلل ولا ملل ولتقطع الطريق على المشككين والمتربصين .

وقد كان الامام ( عليه السلام ) حريصا على تربية الأمة وتحصينها وربطها بالعقيدة والشريعة حتى قبيل استشهاده وقد خصص وصيته الأخيرة بالاهتمام *بالصلاة* .

..روى أبو بصير قال:-( دخلت على (أم) حميدة أعزيها بأبي عبد الله (عليه السلام) فبكت وبكيت لبكائها،
ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) عند الموت لرأيت عجباً، فتح عينيه ثم قال: «اجمعوا كل من بيني وبينه قرابة»
قالت: فما تركنا أحداً إلا جمعناه، فنظر إليهم ثم قال: «إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة» …بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٤٧ – الصفحة٢ ( من قوقل ).،

ولما كان ذلك كذلك فقد اجتهد المنصور في القضاء على الامام لأنه يراه الشجى المعترض في حلقه .
وقد فعلها بقتله مسموما ، متعمدا بحقده وحنقه وغيضه وغروره وغطرسته وعداوته ،

.. فنال الامام الصادق ( صلوات الله عليه وآله ) كأس الشهادة في سنة..( ١٤٨ ).،في مدينة جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ودفن في البقيع ، فأفجع الأمة الاسلامية بقتله وأفجع قلوب مواليه ومحبيه ومريديه ..

عظم الله أجوركم ( أيها الموالون ) في ذكرى استشهاد سيدنا ومولانا الامام الصادق ( صلوات الله عليه وآله )،،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى