أخبار المسجد

آية الله الخباز: لماذا تبدأ الزيارات بذكر نسب الحسين؟

تساءل آية الله السيد منير الخباز، في ليلة العشر من محرم الحرام: لماذا تبدأ الزيارات بذكر نسب الحسين؟، مُجيبا: إن ذكر نسب الحسين إشارة في هذه الزيارات إلى أنه ينحدر من شجرة الاصطفاء، وشجرة الاصطفاء العظيمة هي التي أشار إليها القران في قوله: (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران).

وقال سماحته: لقد حظي الإمام الحسين عليه السلام بعدد من الزيارات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام أكثر من أي إمام آخر، وإذا تأملنا هذه الزيارات الشريفة وجدنا أن بينها مضامين مُشتركة، نحتاج أن نقف عندها.

وتابع قوله: المضمون الأول النسب النوري حيث نُلاحظ أن في كل زيارة يبدأ السلام على الحسين بتعريفه، السلام عليك يبن رسول الله، مع أن الإمام الحسين معروف لذى الكل ومعلوم ما هو نسبه، فلماذا تبتدأ الزيارات بذكر نسب الحسين؟

وبين سماحته: إن ذكر نسب الحسين إشارة في هذه الزيارات إلى أن الحسين ينحدر من شجرة الاصطفاء، وشجرة الاصطفاء العظيمة هي التي أشار إليها القران الكريم في قوله: (إن الله اصطفى آدم).

وأشار إلى المضمون الثاني: وراث الأنبياء والأوصياء حيث نصت مجموعة من الزيارات على أرث الحسين العظيم، “السلام عليك يا وراث آدم”، وتساءل: ما هي هذه الوراثة التي حظي بها الحسين ع ؟

مُوضحا: إن لهذه الوراثة تفسيرين: تفسرا عاما وتفسيرا خاصا، التفسير العام هو الذي يشترك فيه كل الأئمة وكل المعصومين، فإن جميعهم ورثوا من النبيين كتبهم ومواثيقهم وعهودهم، فأن الصحف والكتب تناقلت وتوارثت جيلا بعد جيل حتى وصلت إلى الأئمة عليهم السلام، والتفسير الخاص الذي يخص الحسين وحده من دون بقية الائمة أن الحسين حصل له إرث لم يحصل لاي إمام من لائمة.

وتابع: ورث الحسين من جده النبي، أن النبي هو المؤسس والحسين هو المجدد، فكان الدين محمدي الحدوث حسيني البقاء، لو لا صرخة النبي “والله لو وضعوا الشمس”، لو لا هذه الصرخة لما ولد الدين ولما انتشر، ولو لا صرخة الحسين عليه السلام يوم عاشوراء: “إلا وأن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين”، لو لا صرخة الحسين لمات الدين واندثر، واضمحل، لكن بدمه وصرخته عادت الحياة لدين، وعادت للإرادة قوتها، وإلى الضمير يقظته وحياته.

وفي المضمون الثالث: اللعن والبراءة “لعن الله أمة قتلتك، أكدت الزيارات أجمعها على مبدأ اللعن، لأن اللعن هو عبارة عن إظهار البراءة من الظلم والظالمين، إظهار البراءة من قتلة آل بيت النبي، إظهار البراءة ممن ناوأ أهل البيت، ولذلك ذكرت زيارة عاشوراء لعن الله أمة قتلتكم.

وفي المضمون الرابع: الذي حظي به الحسين في هذه الزيارات المختلفة، أنك تُخاطب لحسين عليه السلام وهذه الكلمات النورية الشريفة تشير إلى مقامين للحسين.

المقام الأول أنه جمع أعلى مراتب الإقامة للصلاة، وأعلى مراتب إيتاء الزكاة، وأعلى مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأعلى مراتب الجهاد في سبيل الله، يعني بأنه جمع من كل صنف من هذه الطاعات أعلاها، واسماها.

والمقام الثاني: أن هذه العبارة في الزيارة تشير إلى أهلية الإمامة عند الحسين عليه السلام، باعتبار أن الله قال في كتابه “وجعلناهم أئمة يهدون…”، فكأن هذه الزيارة تريد أن تقول إن الوصف الذي جعله الله للائمة في القران قد انطبق على الإمام الحسين.

يُذكر أن مُحاضرة آية الله الخباز كانت بعنوان: في رحاب المشروع الحسيني الخالد، بعد سلسلة من المحاضرات طيلة ليالي عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى