أخبار المسجد

الشيخ الغمغام : من تمام المعاشرة بالمعروف صلة أرحام الزوج والزوجة

قال سماحة الشيخ عبدالحميد الغمغام أن من تمام العبودية لله الامتثال بأوامر الله لأن كل الأوامر الإلهية تصب في مصلحة الانسان فلا تقتصر عبادة الإنسان لله من خلال بعض الممارسات، والتي من ضمنها صلة الأرحام .
جاء ذلك خلال محاضرته في اليوم الخامس من شهر محرم بعنوان “العلاقة مع الأرحام”.

وذكر سماحته أن الله يؤكد أن مايميز المجتمعات المتدينة هو حالة التواصل والتراحم والترابط
فتكون المحبة موجودة بين الناس بعضهم ببعض، وتطرقت الآيات في كتاب الله وبينت أن واحدة من العلاقات المتفرعة على علاقة الإنسان برحِمه هي علاقة الانسان بوالديه في قوله تعالى “ووصينا الانسان بوالديه إحسانا” ومن تمام شكر الله هو شكر الانسان لوالديه، فإذا أردت أن تكون في مقام الشكر لله لايتحقق إلا إذا كان هناك شكر للوالدين.

وتساءل الغمغام لماذا هذا التأكيد على هذه العبادة وهذا العمل؟؟ مستشهدا بقول الإمام السجاد ‘ع’ في رسالة الحقوق عندما ذكر حق الأم ثم حق الأب “وأما حق أبيك أن تعلم بأنه أصلك وإنك فرعه وأنت لولاه لم تكن” ، ناهيك عن حالة القطيعة في حياتهما او بعد مماتهما سيما عندما نسمع بقضايا التركات والإرث.

ثم عرج إلى الجيران والاحسان اليهم فقال “ليس منا من لم يحسن مجاورة جاره” فيكون على صله بهم في أفراحهم وأحزانهم، موضحا أن العلاقة بالجار تؤمن حتى على نفسه فالجار قبل الدار ، كما ركز الشرع المقدس على الصاحب فإذا كان يركز على هذه العلاقات فمن باب أولى أن تكون علاقة الإنسان وطيدة برَحِمه كونه يؤدي عبادة من العبادات وذلك يرجع للبيئة التي ينشأ بها .

وأوضح أن من تمام المعاشرة بالمعروف أن يتواصل الزوج مع زوجته من خلال أرحامها والزوجه أيضاً في المقابل مع أهل زوجها، كما يعبر رسول الله عندما جاء إلى أمير المؤمنين في صباح يوم زواجهما فقال لعلي ” كيف رأيت فاطمة قال إنها لنعم الزوجة التي تعين زوجها على طاعة الله ” ، مشيرا إلى ضرورة العمل على جعل العلاقة مستمرة مع الأبوين بالتوجيه والنصح اذا كان هناك نوع من التقصير ليكون ذلك مردود إيجابي في علاقتهما مع بعضهما فتزيد الألفه والمحبة والترابط
ومردود إيجابي أيضاً في تربيتهما لأولادهما فيشجع الزوج أن يكون بارا بوالديه وأرحامه من خلال التزاور ليكون هناك أثر في بناء شخصيتهم وشخصية ابناءهم “بِرُّوا آبائكم تبرُّكم أبنائكم”، فلا صدقة وذو رحم فقير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى