أخبار المسجد

الشيخ العوامي: الحياة الزوجية ليست لعبة ولا تجربة يُستهان بها والجيل الجديد قادر على الاستيعاب لأنه جيل مثقف ومدرك

تناول سماحة الشيخ الدكتور فيصل العوامي، خلال بحثه في مسجد الحمزة بسيهات، موضوع العلاقة الزوجية، مُستشهدا بعلاقة الإمام علي والسيدة الزهراء (ع)، جاء ذلك في الليلة الثانية لإحياء ذكرى شهادة أمير المؤمنين (ع).

وقال سماحته في المقدمة التي استفتح بها بحثه بعنوان “بصائر قرآنية للحياة الزوجية، علي وفاطمة نموذجا ومثالا”، أن الحياة الزوجية التي تتجسد في العلاقة بين لزوجين هي الجسر الحقيقي الموصل والمؤدي لبناء الحياة.

مُضيفا: بمعنى أن الحياة بمختلف أبعادها الاجتماعية و الفردية إنما هي نتيجة لنجاح أو فشل لِعلاقة بدأت بين شخصين.

وتابع قائلا: إذا كانت تلك العلاقة مستقرة، فالثمار تلقائيا تكون مستقرة ويانعة، أما إذا كانت علاقة مشوشة، و مهزوزة، و مرجوجة، في الغالب تكون الثمار غير مستقرة، و هذا أهم سبب لقدسية الحياة الزوجية في النصوص الشرعية.

وأشار سماحته إلى مثال من حياة الإمام علي عليه السلام، متناولا عبارتين وردت عن الإمام علي: “ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان”، مُتسائلا: كيف عاش أمير المؤمنين في حياته الزوجية؟

وبين الفرق بين الهموم والأحزان، و مدتهما الزمنية، شارحا كيف كانت السيدة الزهراء بمعاملتها للإمام.

وأضاف: في العبارة التالية أمير المؤمنين يقسم ويقول: “فوالله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمرا”، وهذه رسالة كيف ينبغي أن يكون كلا الزوجين مع بعضهما، مُشددا على أنها رسالة تربوية لكل شخص ينتمي لأمير المؤمنين.

مُشيرا إلى أن كل هذه البصائر هي قريبة من الجيل الجديد لأنه جيل مثقف ومتعلم و واعي، و ينبغي أن ينفتح على أفق القرآن أولا في تشخص الموضوعات المصيرية المرتبطة به، موضوع العلاقة الزوجية و أحد من المواضيع المصيرية المرتبطة به، فعلى الجيل الجديد أن ينظر في تجسيدات وتجليات تلك البصائر القرآنية في سيرة أهل البيت (ع).

مُشددا بقول: لا بد أن تكون الأصول القرآنية محل اهتمام للجيل المثقف و المدرك أن ينظر في تطبيقاتها، ويكون قادر على أن يستوعب الأفكار والمعاني، وكيف أن أهل البيت طبقوها.
وتحدث سماحته عن الآية: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا}، مُشيرا إلى أن العلاقة من أنفسكم أي أنها علاقة روحية.

مُؤكدا على أن الهدف من الحياة الزوجية هو السكن والاستقرار النفسي ولاجتماعي، بمعنى أن الإنسان يكون في الخارج ييعيش ظروف صعبة يحتاج الذهاب إلى مكان للقاء بين طرفين تستقر الأنفس فيه، وحين بستقر بلقاء زوجته، أو العكس، فأن ذلك يتسبب في الاستقرار الاجتماعي.

موضحا: لتسكنوا إليها هذا هو الأمر، فالقران أكد على قدسية الحياة الزوجية، مُشددا على أن الحياة الزوجية ليست لعبة ولا تجربة يُستهان بها، و أي مشكلة يتطلب الأمر الانفصال، فمن دخل في الحياة الزوجية عليه أن يعلم بأنها حياة مقدسة لها قدسيتها واحترامها، ولهذا لابد أن يتكيف داخلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى