شخصية من المسجد

أوقفتها الظروف عن هوايتها وأعادتها الخدمة في مسجد الحمزة إلى عالمها مُجددا

إنها المشاعر التي تتسلل إلى داخل المحب، وتسكن دم عروقه دون أن يشعر بكمها وكيفيتها إلا حين تعرضه لموقف ما أو حدث، يجعل من تلك المشاعر في أوجها وشعلتها.
هكذا هي محبة أهل البيت عليهم السلام، وهكذا يتجلى شرف خدمتهم، حيث الفوائد والعطايا التي لا تنتهي على الخادم نفسه وعلى المجتمع..

زهراء الجابر كادر في مسجد الحمزة و فنانة عشقت الرسم منذ طفولتها المبكرة، أوقفتها الظروف عن ممارسة الفن، وأعادتها خدمة أهل البيت إلى عالم الألوان وأحضان الفن.

تقول الجابر في حديثها عن رسمتها الأخيرة في عيد الغدير: “جاءت الفكرة في مولد الإمام الرضا، و كونها السنة الأولى ليً في الخدمة أحببتُ أن أقدم شيء يُعبر عن امتناني بأن أكون في ركب كل خادم لأهل البيت”.

تضيف الجابر: الرسمة التي أخذت مني أربعة أيام فقط، تعني ليً الكثير من حيث تجديدها للمشاعر والعهد والولاء والولاية لأمير المؤمنين عليه السلام.

تواصل الجابر حديثها: بدأت الرسم من مرحلة رياض الأطفال، وتوقفت في المرحلة الابتدائية قليلا، وفي عمر الثانية عشر التحقت ببرنامج في أحد الحسينيات، وصرت أرسم المخيم الحسيني في كراسة من الحسينية محتفظة بها إلى الآن، وعند رسمي لعبد الله الرضيع وضعت السهم في بطنه إلا أن أمي صححت لي مكان وضع السهم.

تتابع حديثها: حين أصبح عمري 8 سنوات، أخذت دورة رسم في مسجد الحمزة عند الأستاذة فاطمة محيف، ثم أصبحت أعتمد على نفسي وأرسم من خلال مقاطع اليوتيوب، كما شاركتُ بمعارض في الأحساء لعرض لوحاتي.

قبل عامين أصبتُ بنوبة مرضية على أثرها بقيت في العناية المركزة وكانت حالتي النفسية سيئة جدا، حينها أعطوني أهلي
ألوان وكراس، وصرت أرسم وتغيرت نفسيتي، حتى أن الطاقم الطبي صاروا ينادوني بالفنانة زهراء، ويترقبوا كل يوم رسمة جديدة، وفي آخر يوم رسمت إحدى الممرضات اللطيفات معي حيث كانت بقربي دائما حتى لو تأخروا أهلي عن الزيارة..

ختاما هكذا هي خدمة أهل البيت تُعيدنا إلى عالمنا الأجمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى