مقالات

وما أدراك ما الشام !

جِراحٌ تَقرأُ الطَّفّ

علَى بابِها المَشؤُومِ
في ذِلّةِ الأسْرِ
تَقلَّبَ ظَعنُ الوَحيِ في بَلدةِ القَهرِ

أُسارَى على عُجفِ المَطايا ..
بِلا حِمًى
فَمنْ فَدفَدٍ قَفرٍ إلى فَدفَدٍ وَعْرِ

تَقاذَفُهُ البَيداءُ
في وَحشةِ الدُجَى
ولا ظِلَّ إلّا الشَمسُ في مَجمَرِ البَرِّ

فَمِنْ كَربلا
– آاااااهٌ .. لِما بَعدَ كَربلا –
وَقد عاثَتِ النِيرانُ في شامِخِ الخِدرِ

إلَى كُوفةٍ ..
عاشتْ ” عَلِيًّا ” خَليفةً ..
فَشَتَّتها العادُونَ مِن عُصبةِ الجَورِ

ومُذ وَطَأتْها ” زَينبْ ”
وهْيَ في السِّبا
وهاجَتْ بها الذكرَى لِأيّامِها الخُضْرِ

فقاسَتْ بِها كَربًا
وكانتْ أبِيّةً
فَدكَّتْ عُروشَ الوَهمِ بالمَنطِقِ الحُرِّ

وكانتْ أباها
في خِطابٍ وعَزمَةٍ
تُجلجِلُ في الدِيوانِ بالصِدقِ والصَبرِ

وهاهيَ .. واحُزناهُ
في الشامِ ، والعِدَى
تَرِفُّ بِقتلِ السِّبطِ ألويةَ النَصرِ

وتَلبسُ زَهْوَ العِيدِ
لكنْ شَماتةً
بِركبِ السَبايا مِن بني المُصطفَى الطُهْرِ

ثلاثًا بِبابِ الذُّلِّ ..
والكَربِ والشَجَى
تُعَنَّفُ من شِمرٍ وتُضربُ من زَجرِ

وحَدِّثْ بِحبلِ القَهرِ ..
إرْثًا وسِيرةً
وقد أَرهقَ الأعناقَ في ساعةِ العُسرِ

فَمن زَينبٍ يَمتدُّ
تِلقاءَ مُبتَلًى
تُمزِّقُهُ الأسواطُ في كُربةِ الضُرِّ

وبينَهُما الأطفالُ
تُستامُ والنِسا
بِحبلٍ على جِيدٍ وسَوطٍ على ظَهرِ

وفي المَجلسِ المَشؤُومِ
أقسَى شَماتةٍ
يُحدِّثُ عنها الرأسُ في قَسوةِ القَهرِ

فَهلْ بعدَ ذِكرِ الطَسْتِ
والرأسِ والعَصا
وهل بعدَ أصواتِ الشَماتةِ منْ ذِكرِ

هُنا تُحبَسُ الأنفاسُ
عن وَصفِ مَا جَرَى
وليسَ سِوى الإعوالِ بالأدمُعِ الحُمرِ

….
-‐‐————————

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى