أخبار المسجد

الشيخ العوامي: التنوع الثقافي حين يُلقي بظلاله على الحياة الاجتماعية تصعب الحياة حتى في البيت الواحد

قال الشيخ الدكتور فيصل العوامي خلال بحثه في الليلة الثانية من ليالي القدر، وضمن مُناسبة إحياء ذكرى شهادة الإمام علي (ع)، في مسجد الحمزة بسيهات، أن التنوع الثقافي حين يُلقي بظلاله على الحياة الاجتماعية تصعب الحياة حتى في البيت الواحد.

وبين الشيخ العوامي في بحثه الذي جاء بعنوان “بصائر قرآنية للتنوع الثقافي”، في المقدمة التي بدأ بها حديثه: بأن طبيعة التداخل بين المجتمعات وطبيعة التواصل والانفتاح الفكري، يولد بشكل تلقائي وعفوي لا بشكل متكلف، تنوعا على مستوى الأفكار وعلى مستوى الممارسة الحياتية.

وأضاف سماحته: أن المنهج العملي للإنسان يختلف من شخص لآخر و الأفكار والقناعات تتعدد أيضا وتختلف، وأن طبيعة التواصل الاجتماعي والتواصل والفكري لابد أن يوصل لهذه الحقائق.

واستشهد بموقف من حياة الإمام علي (ع) في المدينة المنورة حين صادف يهودي يمشي، وبدأه بالكلام، وتحدث معه بأسلوب راقي وأخلاق عالية، وحين سأله اليهودي: أخلاقك هذه ياعلي أم أخلاق نبيكم رباكم عليها؟

فأجابه عليه السلام: بل أخلاق نبينا ربانا عليها.

موضحا بأن الإمام علي (ع) لا يصدر منه شيء إلا وكان حجة، لأنه مستبطن من معاني دينية وعلمية، وليس تصرف مزاجي، إنما تصرف مبني على أصول.

مُشددا على أن تعامل الإمام علي وخلقه هو الصورة المثلى للتعامل الاجتماعي في ظل التنوع الثقافي في المجتمع، وهذا ترجمة إلى أصول المعاني العميقة للقران، والإمام علي هو القران الناطق، وفعله ترجمة لتلك المعاني لعميقة.

وطرح سماحته سؤالا: ما هو الأصل العلمي لتصرف الإمام علي عليه السلام؟

مُوضحا: بأن الآيات التي تنضم سلوك الإنسان المؤمن تبرمج عقله في كيفية التعامل في ظل مجتمع متنوع من حيث الانتماء الديني، والتنوع الفكري والثقافي، والاختلاف العلمي.

مُشيرا إلى ثلاث آيات: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا}،و {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، و {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}، موضحا بأن القران يوضح إلينا هذا المبنى كيف يكون التعامل في ظل التنوع الاجتماعي.

وأشار إلى يهود بني النظير كيف أنهم مجموعة واحدة، إلا أنهم كانوا مشارب فكرية، ولديهم تنوع انعكس على حياتهم الاجتماعية، بأسهم بينهم، فكان سبب لضعفهم لأنهم قوم لا يعقلون.

و أوضح سماحته أن التنوع الثقافي ليس له دخل بالحياة الاجتماعية والترابط الاجتماعي والتواصل، وحين يُلقي التنوع الثقافي بظلاله على الحياة الاجتماعية تصعب الحياة حتى في البيت الواحد، مُشددا على أن الأفكار تبقى حبيسة عقل الإنسان، وينتمي إلى أي فكرة يريدها و يمارسها، ولكن لا أ ثر لها في التعامل مع الاخرين، إذ أن إصلاح الأفكار سهل بين الناس، لكن التقريب الاجتماعي صعب.

وختم بحثه بالمشهد الأخير من حياة الإمام علي عليه السلام، حين أعطوه قدح اللبن، فقال ارفعوه إلى أسيركم، “ابن ملجم”، طالبا التوقف عند رحمة الإمام علي التي تستحق التمعن والتوقف عندها، أي قلب وأي روح عند الإمام علي عليه السلام؟ مُجيبا: هذا ما يجيب أن يترجمه الإنسان في حياته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى